بالفيديو| خطبة الجمعة بالمسجد الحرام: الفجور في الخصومة من علامات النفاق

كتبت – آمال سامي:

تحدث إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة اليوم عن سلوك الفجور في الخصومة، وكيف انه يتنافى مع الأخلاق والمباديء الإسلامية، فقال الدكتور عبد الرحمن بن العزيز السديس أن الفجور في الخصومة من الظواهر الخطيرة التي ظهرت بين المسلمين مؤخرًا بشكل كبير، مؤكدًا أن الاختلاف سُنة من السنن الكونية، إذ قال تعالى: " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ"، فيقول الحسن البصري أن معنى لذلك خلقهم أي خلقهم للاختلاف، وأشار السديس إنه على الرغم من ذلك فالخلاف هو الذي يؤدي للخصومة والنزاعات والفساد والإفساد، على الرغم من أنه امر فطري بينما الخلاف والشقاق والتخاصم والفراق هو المنهي عنه في الشريعة الإسلامية.

فيقول السيديس إن هذا البلاء قد عم واستشرى بين الناس فمجرد أن يختلف أحدهم مع اخيه او زوجته او جاره تنهمر شلالات من القدح والذم، بل يرمى كذلك بالنفاق والردة والكفر، قائلًا انه بذلك ينسى ان الفجور في الخصومة من علامات النفاق، وذكر السديس بعضًا من النصوص التي حرمت وتوعدت لمن يفجر بالخصومة منها قوله تعالى: " وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ"، قائلًا أن الألد من الرجال هو الأشد خصومة فهو شديد الجدل بالباطل ولا يستقيم مع خصومه، ومن تلك النصوص التي حرمت الخصومة أيضًا وأشارت أن من يفجر في خصومته منافق خالص، قوله صلى الله صلى الله عليه وسلم: "أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا" وذكر منها:" وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ".

ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام في نهاية خطبته إلى الالتزام بالانصاف والعدل حتى مع المخالف، قائلًا ان الله سبحانه وتعالى أوصى عباده بأن يعدلوا حتى مع خصومهم إذ قال: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَومٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى".