إعلان

أمّت المصلين وألقت خطبة الجمعة في صلاة مختلطة.. كاهنة بهلول ليست الأولى

05:37 م الأحد 23 فبراير 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

أمّت الواعظة كاهنة بهلول، الفرنسية ذات الأصول الجزائرية، المصلين بصلاة الجمعة أمس الأول في مسجد فاطمة بباريس، وصلت إماما بحضور 12 رجلًا يمينًا و عشر نساء على اليسار، حسبما نقل موقع الحرة، كذلك ألقت بهلول خطبة الجمعة التي أثارت اعجاب المصلين بالمسجد، وبهلول هي دكتورة في العلوم الإسلامية، وصاحبة فكرة إنشاء مسجد فاطمة المختلط بباريس الذي تقام فيه الصلوات سرًا، فليس معروفًا عنوان المسجد للجميع حتى لا يعرفه "المسلمون التقليديون أو الأصوليون" حسب تعبيرهم.

لم تكن هذه أول صلاة مختلطة سواء في فرنسا أو في غيرها من بلدان أوروبا ففي سبتمبر الماضي صلت الفتاتان الفرنسيتان إيفا جنادين وآن صوفي مونسوناي بمسجد "فاطمة" بباريس صلاتهما المختلطة وكانت هذه أول صلاة مختلطة في فرنسا، ولم يكن فيها الحجاب شرطًا أساسيا، وكانت الفتاتان قد اعتنقتا الإسلام للتو، وقد انتشرت في السنوات الأخيرة في عدة بلدان أوروبية فكرة الصلاة المختلطة والمسجد الليبرالي الذي يصلي فيه الرجال مع النساء ويمكن للمرأة فيه أن تؤم الرجال وترفع الأذان، ليس هذا فقط، بل لا يشترط للصلاة فيه أن تكون المرأة محجبة، فتصلي المحجبات وغير المحجبات والشواذ أيضًا، وفي هذا التقرير نرصد تلك المساجد التي أعلن عنها أًصحابها..

مسجد "فاطمة" بفرنسا

مع بداية العام الحالي، أعلنت "كاهنة بهلول" مؤسسة جمعية "حدثني عن الإسلام" بفرنسا، ومعها "فاخر كورشان" مؤسس جمعية "نهضة الإسلام المعتزلي" إنشاء مسجد "فاطمة" بباريس عاصمة فرنسا، وأعلنت كاهنة أن سبب فكرة هذا المسجد هو عدم رضا كثير من المسلمين في فرنسا عن التمييز الذي تعانيه المرأة المسلمة حيث لا يسمح لها بالصلاة في نفس المكان مع الرجال وتصلي في أماكن أقل شأنًا منهم، وأن المرأة المسلمة لابد أن يكون لها دور في تأدية الفروض الدينية خاصة الأمامة والخطابة.

مسجد "قلب مريم" بأمريكا

في أبريل عام 2017، تم انشاء أول مسجد مختلط في أمريكا، في مدينة بريكلي بسان فرانسيسكو على يد "ربيعة كيبلي" التي اعتنقت الإسلام قبل ذلك بحوالي عشر سنوات، وأطلقت المسجد اسم "قلب مريم". قالت كيبلي لموقع الحرة أن هدف المسجد أن تكون للمرأة فرصة أكبر لتستفيد من الدروس والخطب والمواعظ الدينية التي تقال في المسجد ويستفيد منها الرجال وحدهم غالبًا، وذكرت ان التاريخ الإسلامي به الكثير من القصص عن مساجد امتلكها النساء فقط.

على الرغم من أي هدف المسجد في البداية أن يكون للنساء فقط، لكنه فتح للجميع، للرجال والنساء على حد سواء، حيث تقام فيه الصلاة مختلطة، وتؤم فيه النساء الرجال، وفي تقرير لموقع الحرة أكدت كيبلي أنها لا تستند على أي فتوى فيما تفعله في المسجد، لكنها اعتمدت على تفكيرها الخاص الذي هداها إلى ذلك. بالطبع تلقت كيبلي انتقادات واسعة من المسلمين في أمريكا، خاصة في نقطة إمامة المرأة للرجل، لكنها لم تكترث بذلك.

مسجد "ابن رشد – جوته" في ألمانيا

في يونيو 2017 افتتح مسجد "ابن رشد – جوته" في برلين الألمانية، وأعلن مؤسسوه أنه مسجد إسلامي ليبرالي، تصلي فيه النساء والرجال سويا، ويخطب ويؤم فيه الرجال والنساء على حد سواء. صاحبته "سيران أطيش" وهي محامية وكاتبة ذات أصول تركية كردية من مواليد عام 1963م. وقالت سيران اطيش أنها قررت اقامة هذا المسجد لأنها تشعر بالتمييز ضدها كامرأة في باقي المساجد الموجودة بألمانيا، وقالت في لقاء لها مع الشبكة الإعلامية في برلين RBB أن هدفها هو نقد الصورة النمطية الكلاسيكية للإسلام، مؤكدة أن النصوص الدينية التي تعود للقرن السابع لا يمكن أخذها حرفيا في العصر الحديث. ويهدف المسجد لبناء حوار بين كافة الطوائف الإسلامية والوصول إلى "إسلام يوحد جميع الطوائف" حب تعبير أطيش. بعد اعلان افتتاح المسجد، أعلنت رابطة المثليين جنسيا في برلين انها تخطط للتعاون مع المسجد الجديد، وقال مديرها التنفيذي: "إن برلين بحاجة إلى اسلام مستنير لا يميز ضد الأفراد بناء على الهوية الجنسية"، حسب موقع دويتشه فيله الألماني.
جدير بالذكر ان المسجد عبارة عن قاعة استأجرتها سيران أطيش داخل كنيسة "يوهانيس كيرشه" البروتستانتية، وتسعى لبناء مبنى خاص للمسجد وحده فيما بعد.

بلجيكا تعين هوارية فتاح إماما لمسجد الصحابة

في أكتوبر 2008 عينت سيدة لأول مرة في أوروبا، وربما في العالم بشكل عام، إمامة لمسجد الصحابة بمدينة فرفيار بجنوب المملكة البلجيكية، وذلك من قبل مسئولي المسجد هناك، وفي تقارير أوردها موقع العربية، قال عبد الجليل الحجاجي مدير المسجد: الخطوة التي أقدم عليها مسجد الصحابة، تعد رائدة في تمكين النساء من حقهن في أن يكن رائدات في المجال المسجدي والدعوي، من دون أن يخرجن عن القواعد الشرعية، وتولت بعد ذلك وزارة العدل البلجيكية اعتماد ذلك.

وعلى الرغم من أن القرار ينص على أنه لا يجوز لها أن تعتلي المنبر أو تصلي بالمسلمين إماما إلا أن الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا رفضت الأعتراف بهذه الخطوة. وهوارية فتاح هي بلجيكية ذات أصل جزائري، وحاصلة على الأستاذية في العلوم الاجتماعية والدراسات الإسلامية.

أمينة ودود تؤم الرجال منذ 1994

في 2005 أثارت أمينة ودود أستاذة الدراسات الإسلامية في أمريكا الجدل بإمامتها لمجموعة من الرجال والنساء في إحدى كنائس مدينة نيويورك، وليس هذا فقط، فلم تصل أمينة في اتجاه قبلة المسلمين التقليدية، حيث غير مجموعة المصلين القبلة ثم صلوا، ولم تكن هذه تجرب أمينة الأولى، حيث تولت إمامة الرجال لأول مرة في كيب تاون بجنوب أفريقيا عام 1994 حيث صلت الجمعة وألقت خطبتها مما أثار غضب المسلمين هناك، لكن الأمر لم ينتشر حينها في العالم الإسلامي.

رأي الإفتاء المصرية في الصلاة المختلطة

كانت دار الإفتاء المصرية قد أصدرت في يونيو 2017 فتوى بشأن ما فعله بعض المصلين في برلين بألمانيا بإنشاء مسجد يسمى "المسجد الليبرالي" تؤدى فيه الصلوات مختلطة بين النساء والرجال والإمامة مختلطة كذلك، حيث يمكن للنساء أن يأممن الرجال، ولا يشترط على النساء أن يرتدين الحجاب وهن يصلين.

وفي فتواها أدانت دار الإفتاء تلك المبادرة وأكدت أنه لا يجوز أن تصلي النساء بجوار الرجال في صف واحد مختلط، وأن الصلاة لا تصح بدون حجاب ولا يجوز أن تأم المرأة الرجل في الصلاة.

وأكدت دار الإفتاء على بطلان المقصد الذي من أجله أقيم هذا المسجد، وهو إدعاء أن الفصل بين الرجال والنساء في الصلاة وإلزام المرأة بارتداء الحجاب في الصلاة فيه شيء من التمييز ضد المرأة، وهو إدعاء باطل؛ فقد تقرر في الشريعة الإسلامية أن النساء شقائق الرجال، وأن المرأة مخاطبة بالشريعة كالرجل سواء بسواء كما قال تعالى: "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ".

وأشارت لجنة الفتوى بالدار، عبر بوابة الدار الرسمية، إلى أن من شروط صحة الصلاة ستر ما أمرنا بستره من أجزاء الجسد رجالا كنا أو نساء، وبذلك فقد وجب على المرأة الحجاب أثناء الصلاة، وفوات الوفاء بهذا الشرط يبطل الصلاة، وليس ذلك تمييزًا ضد المرأة بل إن ستر أجزاء من الجسد أمر تعبدي في حق الرجال والنساء، وإن اختلف قدر ما فرضته الشريعة الغراء بين الرجال والنساء, وهذا ليس خاصا بالشريعة الإسلامية وحدها بل له نظائر في طقوس أديان أخرى تلزم المصلى بنحو ذلك، ويختلف الرجل فيها عن المرأة.

وقالت لجنة الفتوى بالدار إن التلاحم بين المصلين والمصليات منهي عنه شرعًا، ويجب ألا يحدث منه شيء في الصلاة، بل هو تعد صريح على قواعد الشرع الشريف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان