مع احتمالات إلغاء صلاة الجمعة بسبب كورونا.. أستاذ تاريخ إسلامي: ليست المرة الأولى
كتبت – آمال سامي:
أفتى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أمس الثلاثاء، بجواز إلغاء صلاة الجمعة وتأديتها ظهرًا في البيوت في حال انتشار فيروس كورونا في أي بلد مسلمة، وكان ذلك في لقائه مع برنامج 90 دقيقة المذاع على قناة المحور الفضائية، وفي تصريحات خاصة لمصراوي قال الدكتور عبد المقصود الباشا، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، إنه يجوز إلغاء صلاة الجمعة في حالة الكوارث، مؤكدًا أن ذلك حدث كثيرًا على مدار التاريخ الإسلامي.
وأضاف الباشا أنه إذا كان تجمع الناس يشكل خطرًا على الصحة العامة فإلغاء الجمعة هو أمر جائز ولا يحتاج فتوى، "فمن الأمور المقررة أنه إذا كان اجتماع الناس يضر بالمجتمع سواء بخطر على الأمن العام أو غيره فيجوز إلغاء أي تجمع ديني"، وذكر الباشا أنه قد تم إلغاء صلاة الجمعة في طاعون عمواس وفي أثناء الشدة المستنصرية وفي أيام الحروب الصليبية أيضًا "لم تحدث حالة الإلغاء مرة واحدة بل حدثت كثيرًا وهذا من روعة الفقه الإسلامي، أنه يراعي مقتدى الحال".
وهناك أدلة شرعية عديدة على جواز إلغاء صلاة الجمعة وإلزام الناس بالصلاة في بيوتهم لتجنب ضرر خروجهم للصلاة، مثل سقوط المطر، ففي الصحيحين عن ابن عباس: أنه قال لمؤذنه في يوم مطير: إذا قلت أشهد أن محمداً رسول الله فلا تقل حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم، قال: فكأن الناس استنكروا ذلك، فقال: أتعجبون من ذا؟ فقد فعل ذا من هو خير مني، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبالفعل قد ألغت المملكة العربية السعودية صلاة الجمعة في منطقة القصيم في نوفمبر من العام قبل الماضي، حيث شهدت مناطق واسعة من السعودية ارتفاعًا في منسوب المياه ببعض الشوارع والطرقات نتيجة لسقوط أمطار غزيرة على المملكة، مما دفع إمام مسجد حي المليحة بالقصيم إلى إلغاء صلاة الجمعة عبر دعوة المصلين في مكبرات الصوت بالصلاة في منازلهم.
وفي سوريا، وبالتحديد في أدلب، تم إلغاء صلاة الجمعة في أوقات متفرقة من العام الماضي نتيجة لاستمرار القصف حيث ذكرت وكالات، في يونيو 2019، لم تُقم مرة أخرى، صلاة الجمعة، في محافظة إدلب شمالي سوريا، جراء تواصل قصف النظام وروسيا عليها، وعلى مدار السنوات الماضية ألغيت كثير من صلوات الجمعة بسبب الأوضاع القائمة في بعض المناطق السورية.
ومؤخرًا قامت إيران بإلغاء صلاة الجمعة الماضية في المدن التي انتشر بها فيروس كورونا وعددها 23 مدينة أبرزها طهران، حيث أعلن وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي ذلك مؤكدًا أنه قرار مؤقت، وفي التوقيت ذاته ألغيت صلاة الجمعة في اليابان أيضًا، حيث قررت جمعية مسلمى اليابان، إلغاء إقامة صلاة الجمعة الماضية والجمعة القادمة أيضًا خوفًا من انتشار الفيروس.
فيديو قد يعجبك: