رئيس أوزباكستان أهدى شيخ الأزهر مخطوطًا طبق الأصل منه.. ماذا تعرف عن كتاب الهداية للمرغيناني؟

كـتب - عـلي شـبل:

أهدى رئيس جمهورية أوزباكستان فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف مخطوطًا طبق الأصل من كتاب الهداية للفقيه برهان الدين الميرغناني، وهي من نسخة مخطوطة نادرة توجد في خزانة المصادر التابعة للأكاديمية الإسلامية الدولية بأوزباكستان، سلم إياها الدكتور رستم قاسيموف، مستشار رئيس جمهورية أوزباكستان.

وجاء هذا الإهداء خلال مشاركة الإمام الأكبر في المؤتمر العلمي: "الإمام أبومنصور الماتريدي والتعاليم الماتريدية: التاريخ والحاضر" الذي يعقد على مدار ثلاثة أيام من 3 إلى 5 مارس 2020، بمدينة سمرقند بأوزباكستان، ويناقش تحليل سيرة الماتريدي وآثاره العلمية، والآراء والأفكار المرتبطة بتاريخ تطور علم الكلام في عهده، وبحث تطور المدرسة الماتريدية، وأهمية تراث الإمام الماتريدي وأتباعه في حل القضايا الملحة في العصر الحالي.

يذكر أن برهان الدين المرغيناني ولد بمرغينان عام ١١١٧م وتوفي بسمرقند عام ١١٩٧م، ويُعد كتابه "الهداية" من أمهات كتب فقه الحنفية وهو شرح لكتابه الآخر "بداية المبتدئ" الذي يعتبر متنًا في فقه الحنفية، وقد تُرجم إلى الفارسية والإنجليزية والأوزبكية والروسية ولغات أخرى.

يشتمل كتاب الهداية للمرغيناني على أبواب فقهية جامعة، تضم قواعد الفقه الحنفي إلا أنه في الحقيقة يكاد يكون من الكتب الفقهية المقارنة؛ فمؤلفه كان حريصًا في كثير من المسائل على بيان المذهب الحنفي وما يقابله من مذهب مالك والشافعي؛ لذلك يتتبع الكتاب الأقوال سواء في المذهب الحنفي أم في مذهبي مالك والشافعي، فيتناول في الطهارات؛ الغسل والماء الذي يجوز به الوضوء والتيمم والمسح على الخفين والاستحاضة والأنجاس وتطهيرها، وتناول في الصلاة الأذان وشروط صحة الصلاة والصلوات المخصوصة، ويبحث في الزكاة عن صدقة السوائم وزكاة المال والعروض والزروع والثمار والمقدار الواجب ووقته، ويبحث في الصوم، وما يوجب القضاء والكفارة، والاعتكاف، وكذلك يتناول الحج ويبحث في المواقيت التي لا يجوز أن يتجاوزها الإنسان إلا محرما، والقرآن والتمتع والجنايات وصيد البر والبحر للمحرم والإحصار والحج عن الغير والهدي، إلى غير ذلك من الأبواب الفقهية المتنوعة، والتي يتناولها الكتاب مع تفنيد المسائل والأقوال.