لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى وفاة الإمام الترمذي.. صاحب "السنن" وأول من تحدث في علم "الفقه المقارن"

04:32 م الأحد 08 مارس 2020

الترمذي

كتبت – آمال سامي:

هو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك، المشهور بالإمام الترمذي، الذي توفي في مثل هذا اليوم الثالث عشر من رجب عام 279 هجريًا، وهو صاحب أحد كتب الحديث الستة المشهورة، نسب إلى مدينة "ترمذ" وولد في أوائل القرن الثالث الهجري وتحديدًا عام 209 هجريًا، وقيل إنه ولد ضريرًا، لكن يدفع تلك المعلومة إياد خالد الطباع، في كتابه "الإمام الترمذي..الحافظ الناقد، فقيه السلف، وجامع السنن" قائلًا إنه قد أصيب بفقدان البصر في آخر عمره حسبما أورد البغدادي وابن كثير الذي قال: والذي يظهر من حال الترمذي أنه إنما طرأ عليه العمى بعد أن رحل وسمع وكتب وذاكر وصنف. ويقول إياد أن من دلالات ذلك ما ورد في القصة التي تدل على سعة حفظه، حيث كان ينظر إلى ورقة بيضاء.

ومدينة ترمذ تقع على مجرى نهر جيحون، وهي الآن تقع ضمن نطاق دولة أوزباكستان قرب حدودها مع أفغانستان.

تلقى الترمذي العلم على يد شيوخ كثيرة، وكان العصر الذي عاش فيه هو عصر إزدهار علم الحديث، وقد تلقى العلم عن بعض شيوخ البخاري ومسلم، ومن شيوخ لم يلتقوا بهم أيضًا، وكان البخاري أحد ابرز شيوخه، فروي أنه بكى كثيرًا لما توفى الإمام البخاري، وارتحل لطلب العلم وسماع الحديث، فيقول عنه الحافظ المزي: طاف البلاد، وسمع خلقًا كثيرًا من الخراسانيين والعراقيين والحجازيين وغيرهم، ويضيف إياد الطباع في كتابه السابق ذكره، أنه على الرغم من أن الترمذي لم يذهب إلى مصر والشام، إلا أنه روى عن علماءهم بالوساطة، وقيل أيضًا أنه لم يدخل بغداد ويرجع ذلك إلى اضطراب الأحوال وانتشار الفتن.

كانت علاقة الإمام الترمذي بالبخاري وثيقة، فقد تفقه على يد البخاري وتعلم منه استنباط الأحكام، فيقول في كتاب العلل في آخر كتابه الجامع: وما كان فيه من ذكر العلل في الأحاديث والرجال والتاريخ فهو ما استخرجته من كتب التاريخ، وأكثر ذلك ما ناظرت به محمد بن اسماعيل (البخاري) ومنه ما ناظرت به عبد الله بن عبد الرحمن (الدرامي) وأبا زرعة (الرازي) وأكثر ذلك عن محمد (يقصد البخاري)..ولم أرى أحدًا بالعراق ولا بخرسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد كبير أحد أعلم من محمد بن اسماعيل".

كان للترمذي السبق في علم الفقه المقارن، فكان أول من تحدث فيه، بل يتميز كتابه "سنن الترمذي" الذي جمع الأحاديث فيه وأحد الكتب الستة، بأنه أوثق المراجع وأقدمها في الخلاف الفقهي، خاصة في المذاهب المهجورة كمذهب الاوزاعي والثوري وغيرهم، واستطاع أيضا ان يحفظ مذهب الشافعي القديم، فيقول عنه العلامة ابو الحسن الندوي: وكان أول من طرق موضوع ما يسميه الناس اليوم الفقه المقارن، وكان له فضل كبير يجب أن تعترف الأمة به في حفظه لفقه المدارس الإجتهادية في عصره ولولاه لضاع منه الشيء الكثير وعفا عليه الزمان، وتلك خصيصة لجامعه تفرد بها من بين مصنفات الحديث والسنة، فهو أوثق المراجع وأقدمها في الخلاف، سيما في المذاهب المهجورة.

ومن أشهر ما ترك الترمذي من المؤلفات هو كتابه "جامع الترمذي" واسمه الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل، ويحتوي كتاب جامع الترمذي على اربعة آلاف حديث تقريبًا مقسمة على أبواب متفرقة: الطهارة، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، الجنائز...إلخ، وكتابه "العلل" الصغير وهو ملحق بمؤلفه الجامع، وكتابه "العلل الكبير"، وكتاب "تسمية أصحاب رسول الله" وكتاب "الشمائل النبوية والفضائل المصطفوية، وكل هذه الكتب وصلت إلينا وتمت طباعتها، إلا أن كان له مؤلفات أخرى لم يصل إلينا منها سوى اسماءها مثل كتاب الزهد .

توفي الترمذي في الثالث عشر من رجب عام 279 هجريًا في ترمذ ودفن بها، وقد أثنى عليه كثير من العلماء ومنهم ننقل ما ذكره ابن الأثير الجزري عنه: كان إماما حافظًا له تصانيف حسنة منها الجامع الكبير في الحديث، وقال أيضًا: هو أحد العلماء الحفاظ الأعلام، وله في الفقه يد صالحة، وقال عنه ابن كثير: هو أحد أئمة هذا الشأن في زمانه، وقال أبو الفداء: كان إمامًا حافظًا وكان ضريرًا وهو من أئمة الحديث المشهورين الذين يقتدى بهم في علم الحديث.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان