في مواجهة كورونا.. علي جمعة: لا تستهينوا بالأسباب وتكتفوا بالدعاء فقط
كتبت - آمال سامي:
دعا الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في "لقاء الجمعة" المذاع على قناة سي بي سي الفضائية، إلى ضرورة الالتزام بالاجراءات المتبعة في مواجهة فيروس كورونا، مؤكدًا أن تلك الإجراءات المتخذة في العالم كله صحيحة طبيعيًا وشرعيًا ومنطقيًا، وأن على المسلم ألا يستهين بالأسباب ويكتفي بالدعاء فقط، مؤكدًا أن مواجهة المسلم للحياة لابد أن يتخذ فيها الأسباب مع التوكل على الله سبحانه وتعالى، منبهًا أن عدم الالتزام بتلك الإجراءات قد يوقع البشرية في خسائر لا نستطيع تعويضها أبدًا..
"عندما ندعو الله لا نترك الأسباب، بل نتخذ الأسباب وندعو، فلما خرج الرسول يوم أحد خالف بين درعين، أي ارتدى درعين، رغم أن الله تعالى يقول له" والله يعصمك من الناس، لكن هذه أسباب لابد من اتخاذها" يقول جمعة ذاكرًا قوله صلى الله عليه وسلم: "لو أنَّكُمْ تَتَوكَّلُونَ علَى اللهِ حقَّ توكُّله لرزقَكم كما يرْزقُ الطَّيرَ، تغدوا خِماصًا وتَرُوحُ بطانًا"، أي تخرج جائعة وتعود لأوكارها وقد شبعت، فالله يرزق خلقه عندما يتخذون بالأسباب، وقد أمرنا بذلك.
وأشار جمعة إلى أن العلماء قد صاغوا من ذلك "قاعدة جليلة" وضعها البعض في علم العقيدة وهي: "الاعتماد على الأسباب شرك وترك الأسباب جهل"، فالمسبب الحقيقي لكل ما نحن فيه خلقًا هو الله، لأنه الذي خلقنا وما نعمل وما نفعل فخلق هذه الأكوان وقدرها والايمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان، ولكن هذا من ناحية العقيدة وأن لا حول ولا قوة إلا بالله، يقول جمعة.
"لكن بالمقابل علينا ألا نترك الأسباب، فالسماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، يقول جمعة، فلابد من العمل ولابد من اتخاذ الأسباب، مثل موقف النبي في أحد، ومثل الطائر الذي إن مكث في وكره لا يرزق، فلا تأتيه الحبوب، بل يجب أن يغدو ويروح ليرزقه الله سبحانه وتعالى، ويضيف جمعة أن ما نواجهه الآن من أزمة بسبب فيروس كورونا ومحاولات تقويض انتشاره، علينا ألا نترك الأسباب، ومن الأسباب أن نفهم ونصدق ونقرر ، فلابد من العلم والفهم واتخاذ الأسباب مع الدعاء، فنفهم ما يحدث ونقرر ونعمل ما يجب علينا فعله اتخاذا للأسباب.
وأضاف جمعة: علينا أن ندرك أهمية ما يتخذ من إجراءات، فلو استهنا وتركنا أنفسنا لأهوائنا وقعنا في الضرر الأكبر والأشد فيما لا يمكن التعامل معه، وفي خسارة لن تعوضها البشرية بعد ذلك أبدًا، ووقعنا في انهيار لا نقوم منه ابدًا، "فكل هذه الإجراءات في العالم كله هي صحيحة طبيعيًا وشرعيًا ومنطقيًا وحياتيًا، وهي مسئولية في رقبة كل واحد منا حتى نمنع هذا البلاء عن الأرض فنكون من المعمرين لا المفسدين وحتى يمن الله تعالى علينا بإذنه القريب ونحن نلجأ إليه في الليل والنهار بلا كلل ولا ملل".
فيديو قد يعجبك: