كيف عالج الإسلام العنصرية؟.. قصة "سيدنا بلال وأبو ذر" نموذجًا
كتبت – آمال سامي:
أفضت العنصرية البغيضة إلى ثورة في الشارع الأمريكي مؤخرًا بعد مقتل مواطن أسود على يد قوات الشرطة الأمريكية التي اعتبرها البعض حادثة عنصرية أثارت غضب المواطنين ودفعتهم للتظاهر والاحتجاج ضد قوات الشرطة..
ليست الحوادث العنصرية قاصرة على أمة دون أمة أو شعب دون شعب، فحين نزل الإسلام بلاد العرب واجه العنصرية البغيضة والتعصب المفرط بين أبناء البلد الواحد، بل واجه حتى العداوات القبلية والتحيزات الفكرية، وحين فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة كان من أول ما قاله خاطبًا في الناس يوم الفتح تحذيرًا منه من العنصرية وتأكيدًا على أن الله خلق الناس متساوون وأن الإسلام قد أذهب عنهم تعصب الجاهلية وعنصريتها..فقال:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا ، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ، قَالَ اللَّهُ : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "، فأرسى صلى الله عليه وسلم أسس المساواة بين الناس وعدم التفرقة بينهم بسبب اللون أو الجنس والنسب.
وتعددت الأخبار التي وصلتنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبغض في العنصرية ويؤكد أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر بلا اي تفرقة ولا تمييز وان الإسلام ساوى بين الناس، فعن أحمد عن أبي نضرة قال: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ، أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
كيف عالج النبي صلى الله عليه وسلم العنصرية وهو بين أصحابه
"يا ابن السوداء" هكذا عير صحابي جليل سيدنا بلال بن رباح في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إثر خلاف حدث بينهما، وهو صحابي جليل أيضا وهو أبو ذر الغفاري، حيث اختلفا في أمر فعير ابو ذر بلالًا بأمه "حمامة" قال له: يا ابن السوداء، وهو ما دفع بلالًا رضي الله عنه ليذهب إلى النبي ليشكو له ما قاله أبو ذر، فاحضره النبي وعاتبه قائلًا: "يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إخوانُكم خَوَلُكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليُطعمْه مما يأكل وليُلبسْه مما يلبس، ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم".
وشعر ابو ذر بعظم ما فعله فوضع خده على الأرض وطلب من سيدنا بلال رضي الله عنه أن يطيء خده بقدمه آسفًا على ما فعل رادًا له اعتباره أمام الناس، إلا أن بلال رفض ذلك وأمسك بيده يرفعه إليه قائلًا: غفر الله لك.
وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه برؤياه التي أولها بأن العجم يدخلون الإسلام ويختلط نسبهم بنسب العرب، بل قال إن الإيمان لو كان معلقًا بالثريا لناله رجال من العجم، حيث يروى الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رأيت غنما كثيرة سوداء دخلت فيها غنم كثيرة بيض قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال: العجم يشركونكم في دينكم وأنسابكم قالوا : العجم يا رسول الله؟ قال : "لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من العجم وأسعدهم به الناس".
فيديو قد يعجبك: