إعلان

"أنت مع من أحببت".. هل تعني أننا مع من نحب في نفس الدرجة في الجنة؟

06:19 م الأربعاء 24 يونيو 2020

حب الله

كتبت – آمال سامي:

"أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ".. هكذا حسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام عن مصير العبد، في حديث رواه مسلم في صحيحه عن رجل جاء للرسول صلى الله عليه وسلم يسأله عن الساعة ومتى تقوم، فوجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السؤال الأهم الذي يجب أن ينشغل به المؤمن وهو ما الذي أعده لهذا اليوم؟

يروي مسلم في صحيحه قائلًا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا ، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "مَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟" قَالَ : حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، قَالَ : "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ".

ويوضح موسى لاشين في كتابه: "فتح المنعم في شرح صحيح مسلم"، رواية أخرى للحديث فسر فيها الرجل مقالته فقال الراوي: فكأن الرجل استكان ثم قال يا رسول الله ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله، يعلق موسى لاشين على ذلك قائلًا أنه لم يعد لها كثيرا من نوافل الصلاة والصيام والصدقة أما الفرائض فقد أعدها.

وفي شرح النووي على مسلم، يقول النووي أن في الحديث فضل حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والصالحين وأهل الخير، سواء أحياء أو أموات، وفيه أيضًا فضل محبة الله ورسوله وهو ما يعني امتثال أوامرهما واجتناب ما نهوا عنه والتحلي بالآداب الشرعية، وقال النووي أنه لا يشترط في الانتفاع بمحبة الصالحين أن يعمل المرء بعملهم، لأنه لو عمله لكان منهم ومثلهم ولكن ما صرح به الرسول صلى الله عليه وسلم في نص الحديث الذي يلي ذلك يوضح الأمر، حيث قال: أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ، وهو ما يعني أنهم ليسوا مثلهم في العمل، وأوضح النووي أنه لا يلزم من أن يحشر المرء مع من يحب أن تكون منزلته وجزاءه مثلهم من كل وجه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان