"كان جبريل يقرئها السلام وترد عليه".. علي جمعة: لهذه الأسباب نحب السيدة عائشة أم المؤمنين
كـتب- عـلي شـبل:
طرح الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، السؤال: لماذا نحب أمنا السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها؟، ليقول فضيلة المفتي السابق: نحن نحب السيدة عائشة لأنها أمنا، مستشهدا بقوله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ .
ويقول عضو هيئة كبار العلماء: كانت أمنا عائشة أحب زواجات النبي ﷺ إليه، بل أحب الناس إليه على الإطلاق، فعن أنس -رضي الله عنه- أن النبيّ ﷺ سُئلَ: مَن أحبّ النّاس إليك؟ قال: (عائشَةُ)، قيل له : ليس عن أهلك نسأل. قال : (أبوها).[صحيح ابن حبان]
فهيا بنا نتعرف على أمنا عائشة حتى يستقر حبها في قلوبنا، ويزداد إن شاء الله.
وكتب جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: هي : أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة بنت عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التميمي، تلتقي في نسبها مع النبي ﷺ عند مرة بن كعب.
وأمها : زينب بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن دهمان من بني كنانة، وقد كانت قبل زواجها من أبي بكر زوجا لصديقه وحليفه عبد الله بن الحارث الأزدي، وقد رزقت منه بابنه الطفيل ثم توفى عبد الله بمكة، وتزوجها أبو بكر فولدت له عبد الرحمن وعائشة، وكناها النبي ﷺ بـ"أم رومان".
وقد ولدت السيدة عائشة رضي الله عنها بمكة سنة أربع من النبوة في أوائل المحرم من عام الثامن قبل الهجرة النبوية بما يوافق ميلاديا سنة 616. وأسلمت مع أختها أسماء وهما يومئذ صغيرتان، وقد أسلم قبلهما ثمانية عشرة من العرب، ولذا فتعد من المسلمين الأولين.
ونشأت في جماعة من بني مخزوم كما كانت العادة في الجزيرة العربية، فنشأت فصيحة اللسان قوية البيان تحفظ كثيرا من أشعار العرب، كما كنت تنشد الشعر، وقد أكسبتها حياة البادية كثيرا من صفات الشجاعة والجرأة والمروءة والكرم وغيرها.
وقد تزوجها النبي ﷺ بأمر من الله، كما صح ذلك عن السيدة عائشة نفسها حيث تروي عن رسول الله ﷺ أنه قال لها : « رَأَيْتُكِ فِى الْمَنَامِ يَجِىءُ بِكِ الْمَلَكُ فِى سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَقَالَ لِى : هَذِهِ امْرَأَتُكَ . فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوْبَ ، فَإِذَا أَنْتِ هِىَ . فَقُلْتُ : إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ » [رواه البخاري].
ولقد هاجرت إلى المدينة مع أمها أم رومان، وجدتها أم أبي بكر، وزوج الرسول ﷺ سودة بنت زمعة، وبناته فاطمة ورقية وأم كلثوم، وأم أيمن زوج زيد بن حارثة، وابنها أسامة وأسماء بنت أبي بكر زوج الزبير بن العوام وكانت حاملا بابنها عبد الله، وهو أول مولود للمهاجرين، يصحبهن عبد الله بن أبي بكر، وزيد ابن حارثة، وأبو رافع، وخرج معهم عبد الله بن أريقط الذي استأجره النبي ﷺ ليدلهن على الطريق. أما زينب ابنة النبي ﷺ فقد منعها زوجها أبو العاص من الهجرة.
وقد دخل بها النبي ﷺ ، فقد هاجر رسول الله ﷺ فقدم إلى المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، ودخل بها في شوال على رأس ثمانية أشهر من الهجرة.
صفاتها :
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها فتاة محببة العشرة ذات ولع باللعب والمرح، وكانت ربعة بين الطول والقصر، وكانت عيناها تشفان عن ذكاء وفطنة وفوقهما حاجبان متقاربان يشيران إلى ما أودعه الله فيهما من جلال الهيبة وعلو النفس، وكانت بيضاء مشربة بحمرة، ولهذا كان النبي ﷺ يلقبها بـ"الحميراء".
وكانت تشبه أباها في ذكائها المتوقد، وبديهتها الحاضرة، كما تشاركه في فضيلة الصدق التي اشتهر بها، ولقب بالصديق من أجلها، حتى تغلب على اسمه الذي دعاه به أبواه، وكان الرواة يروون عنها أحاديث الرسول ﷺ فيقولون : حدثتنا الصديقة بنت الصديق البريئة المبرأة حبيبة حبيب الله، وكانت رضي الله عنها سريعة الخاطر، طروبة المزاج، طيبة القلب.
وكان جبريل عليه السلام يقرئها السلام، وترد عليه عن طريق رسول الله ﷺ ، فقد ورد أن النبي ﷺ قال لها يوما : «يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام. فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى. تريد رسول الله ﷺ » [رواه البخاري].
وكان يرى النبي ﷺ أن عائشة أفضل النساء، وتتفوق عليهن كما يتفوق الثريد من الأطعمة على باقي الأطعمة، فكان يقول ﷺ : «كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» [رواه البخاري].
وقال النبي ﷺ لأم سلمة مرة وهي تكلمه عما تظنه تميزا لأمنا عائشة : «يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها» [رواه البخاري].
وكانت رضي الله عنها تعرف فضلها، فتروي وتقول : «فضلت على نساء النبي ﷺ بعشر. قيل : ما هن يا أم المؤمنين ؟ قالت : لم ينكح بكرا قط غيري، ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله عز وجل براءتي من السماء، وجاء جبريل بصورتي من السماء في حريرة فقال تزوجها فإنها امرأتك، فكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه، ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي، ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري، فأتى الله نفسه وهو بين سحري ونحري، ومات في الليلة كان يدور علي فيها، ودفن في بيتي» [الطبقات الكبرى لابن سعد].
فيديو قد يعجبك: