بالفيديو| المفتي السابق يوضح معنى الآيات التي يزعم البعض أن الله يعاتب فيها الرسول
كتب- محمد قادوس:
علق الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على فهم بعض الناس للآية الكريمة {عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا} بأن الله عاتب فيها الرسول، قائلًا إن الله تعالى خاطب النبي في الآية بأنه فعل أكثر مما يستحق المنافقون، حيث عفا وأذن لهم بالرغم من أنهم مجموعة من المنافقين، وكان يجب عليك أن تشدد عليهم، ولكن النبي- صلى الله عليه وسلم- ترك نفسه لصفاته العلية، بأنه عفو ومسامح ورحيم.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء، خلال لقائه ببرنامج "من مصر" المذاع على فضائية "السي بي سي" بأن الله- سبحانه وتعالى-كأنه يقول للنبي محمد إنك قد كلفت نفسك أكثر مما كان ينبغي عليك، ولا تضغط على نفسك إلى هذا الحد، منوها بأن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يقوم بالليل حتى تتورم قدماه بالرغم من أنه غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
واستشهد جمعة بحديث ورد عن عائشة رَضي اللَّه عنها أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَان يقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تتَفطَرَ قَدمَاهُ، فَقُلْتُ لَهُ، لِمْ تصنعُ هَذَا يَا رسولَ اللَّهِ، وقدْ غفَرَ اللَّه لَكَ مَا تقدَّمَ مِنْ ذَنبِكَ وَمَا تأخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أكُونَ عبْداً شكُوراً؟ متفقٌ عَلَيهِ.
وأشار المفتي السابق إلى أنه يجب علينا أن نطهر المجتمع من المنافقين، مستشهدا في ذلك بقول الله تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرً}..[النساء: 145]، مؤكدا أن هذا يتعلق بمستقبل الأمة لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، إذا هذا يكون نوعا من أنواع العلو وبيان فضل النبي.
وأكد جمعة أن عفو الله عن النبي لم يكن بسبب تقصير من الرسول أو فعل ذنب، فهذا كلام لا يتسق مع القرآن ولا السُنة النبوية، ولكن الله يربيه ويعلي من شأنه، وهذا مثال جيد جدا لإيضاح كمال حال المصطفى- صلى الله عليع وسلم- ثم ترقيه بعد ذلك إلى الإنسان الرباني الذي هو في رضا تام من الله وفي نظر الله سبحانه وتعالى.
فيديو قد يعجبك: