"عفا الله عنك" و"ليغفر لك الله": هل كانت للنبي ذنوب ليعفو الله عنها ويغفرها؟
كتبت – آمال سامي:
في خطاب الله تعالى لنبيه في القرآن الكريم، وردت عدة آيات قرآنية قال فيها إنه سبحانه وتعالى، غفر له، أو عفا عنه، ويقول البعض إن العفو والغفران يكون دائمًا عن ذنب وتقصير فهل هذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم أذنب أو اخطأ كما يقول البعض؟.. يرد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، على هذه الشبهة شارحًا آيات سورة الفتح الأولى: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2)"
يقول جمعة إن الفتح في قوله تعالى: "إنا فتحنا" هو المشاهدة، أي سقطت الحجب ففتح الله للنبي صلى الله عليه وسلم فشاهد الحقيقة على ما هي عليه، "ومن أجل هذا فليس له ذنب، ما تقدم أو ما تأخر"، يقول جمعة، عبر فيديو نشر على قناته الرسمية على يوتيوب، موضحًا أن الذنب هنا هو ورود الخواطر والغفلات التي لا تتناسب مع رفع الحجاب فيستغفر النبي صلى الله عليه وسلم عنها استغفار المتعبد لربه الخاضع له سبحانه وتعالى حتى يعلمنا نحن كيف نستغفر إذا أصبنا ذنب.
"أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان عالي المقام" يؤكد جمعة مشيرًا إلى أن ذلك ينطبق أيضًا على قوله تعالى: " وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ"، فوضع الوزر مع رفع الذكر مرتبة عالية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله تعالى "عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ..." فالله تعالى يلوم نبيه صلى الله عليه وسلم هنا أنه يضغط على نفسه ويكلفها فوق الجهد العادي للإنسان، "فهذا نوع من أنواع العلو وبيان فضل النبي وليس معنى عفا الله عنك ان العفو يكون عن ذنب وتقصير فهذا لا يتسق مع بقية القرآن والسنة وعقائد المؤمنين".
فيديو قد يعجبك: