لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

علي جمعة يفسر مقولة الحلاج: "كفرت بدين الله والكفر واجب علي وعند المسلمين قبيح"

03:49 م الأحد 13 سبتمبر 2020

علي جمعة

كتبت – آمال سامي:

"كفرت بدين الله والكفر واجب علي وعند المسلمين قبيح" عن هذه الأبيات للحلاج سُئل الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، قائلًا إن كثيرا من رواد السوشيال ميديا يرددون كتابات وأقوال الحلاج، وأن الجملة السابقة قد استوقفته، خاصة أن الحلاج اتهم بالكفر وتم قتله بسبب فلسفته وكتاباته، فماذا تعني هذه الجملة؟

"هي طريقة في لفت النظر المؤلم والخطاب بالصدمة"، يفسر علي جمعة مقولة الحلاج الشهيرة منبهًا على أن الشرع يمنع مثل هذه التعبيرات لأن ليس الجميع يفهم تلك الفلسفة خاصة عندما يخاطب العوام، وضرب مثالًا على ذلك بقول الحلاج: "ما في الجبة إلا الله" فهو يعني ان الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء وأنه الحقيقة الوحيدة في هذا الكون وانه قيوم السماوات والارض لدرجة أن الذي في الجبة هذا عدم ولا يساوي شيء في وجود الله سبحانه وتعالى فهو كالعدم وبقاؤه انما هو بالله، وأردف جمعة، فما في الجبة إلا قدرة الله على إبقائه وإرادة الله على إبقاء هذا الجسد.

ومثل هذا قوله كفرت بدين الله، يقول جمعة، أي أني لا أؤدي دين الله الذي ينبغي والكفر عند المسلمين قبيح، فهو يلوم نفسه وروحه، لكن من يسمعه يظن أنه يعلن الكفر ويستلذه، يقول جمعة أن الحلاج ينتمي لطائفة ليست من الدرجة العليا عند المسلمين، لذلك يقول الجنيد: "لو أدركت الحلاج لأنقذته بقشة"، يقول جمعة، بأمر بسيط، بأن يقول له الرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق.

"إما ان تعرف الرمز صح إما متقراهوش" يقول جمعة، لأن من يقرأه من العوام لا يرى فيه المعنى الإيجابي فكثير من الناس يرفضونه ولا تتحمله عقولهم، إذا يحرم قراءته واتباع ظاهره، "لأن هؤلاء حين تكلموا تكلموا برمزية وهي تتبع الأدب لا الدين"، ويرى جمعة أنه حتى الآن يحدث أن الناس لا تفهم الأمثلة التي يضربها البعض، فالمثال ليس هو الحقيقة، يقول جمعة أنه قال ذات مرة ان سعد بن عبادة كان على شرطة رسول الله، فرد عليه أحدهم هو كان في شرطة على أيام رسول الله، "لأ مكنش في شرطة بس عاوزين نقرب للناس المعاني فبنضرب مثال والمثال ليس هو الحقيقة".

يقول جمعة إن الحلاج حكم عليه قضائيًا، لكن قيل أنه عندما قتل سال الدم على الأرض وكتب "لا إله إلا الله"، مما دفع بالقاضي ليفكر هل أخطأ في فهم الحلاج؟ وهل كان مؤمنًا حقًا؟ وضرب جمعة مثالًا من العصر الحديث على ذلك برواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ، فحين عرضت على الأزهر رفض أن يعلق عليها قائلًا أن هذا أدب لا علاقة له به.

من هو الحلاج؟

هو أبو عبد الله حسين بن منصور الحلاج، ولد في العراق ونشأ بواسط وقيل بتستر، وصحب العديد من الصوفية منهم سهل بن عبد الله التستري، وانتسب الحلاج للتصوف لكنه لم يكن من علماء المتصوفة في عصره ولا من فقهاءهم، بل كان من العباد والزهاد وأصحاب الأحوال حسبما رآه ابن كثير، وكان الحلاج محل اختلاف من المسلمين حتى بين الصوفيين أنفسهم، وذكر ابن كثير ذلك في البداية والنهاية قائلًا: لم يزل الناس منذ قتل الحلاج مختلفين في أمره . فأما الفقهاء فحكى عن غير واحد من الأئمة إجماعهم على قتله وأنه كان كافرا ممخرقا مموها مشعبذا، وكذلك قول أكثر الصوفية منهم. ومنهم طائفة كما تقدم أجملوا القول فيه وغرهم ظاهره ولم يطلعوا على باطنه، وقد كان في ابتداء أمره فيه تعبد وتأله وسلوك ، ولكن لم يكن له علم يسلك به في عبادته ، فدخل عليه الداخل بسبب ذلك".

وفي القرن الرابع الهجري وتحديدًا في يوم 25 ذي القعدة عام 309 هـ، نفذ في الحلاج حكم الإعدام بعد اتهامه بالكفر والزندقة بأمر من الخليفة العباسي المقتدر بالله، حيث صلب وقطعت أعضاؤه وتم إحراق جثته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان