إعلان

بالفيديو| داعية إماراتي يثير الجدل على تويتر: حديث غير صحيح ولو صححه كل أهل الأرض

06:00 م الثلاثاء 22 سبتمبر 2020

وسيم يوسف

كتبت – آمال سامي:

نشر وسيم يوسف، الداعية الإماراتي، على حسابه الرسمي بتويتر فيديو يذكر فيه حديثًا نسبه للرسول صلى الله عليه وسلم: "رأيت ربي على صورة شاب أمرد جعد عليه حلة خضراء"، وقال وسيم إن ابن تيمية والإمام أحمد وغيرهما قاموا بتصحيح هذا الحديث، "أنا قلت القرآن عندي أقوى ليس كمثله شيء، ما احتاج رد علماء، ما اغضبني ان بعض العلماء قالوا ان الحديث صحيح وقصد أن رآه في المنام"، مؤكدًا أن هم هؤلاء العلماء الدفاع عن الحديث دون مراعاة لهيبة الله، موضحًا ان القول بأن رآه في المنام لا يعالج الأمر لأن رؤيا الأنبياء حق، "فهم يدافعون عن حديث يسيء إلى الله فقط لأن صححه ابن تيمية.. كن جريء وقل حديث غير صحيح ولو صححه كل أهل الأرض".

أثار الفيديو ردود أفعال واسعة بين المتابعين، ما بين اتهامات له بالطعن في الدين إلى حد "الردة" وبين الاعجاب بما ينبه عليه وبما يفعله من محاربة "الجهل والخزعبلات" على حد تعبير البعض، وشرع آخرون في الرد على ما قاله من تصحيح ابن تيمية لهذا الحديث نافين أن يكون ابن تيمية قد صححه.. لكن هل فعلًا صحح ابن تيمية هذا الحديث؟

ابن تيمية: لا يرى العبد الله إلا في منامه

"حديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينيه في الأرض وفيه أنه نزل له إلى الأرض وفيه أن رياض الجنة من خطوات الحق وفيه أنه وطىء على صخرة بيت المقدس كل هذا كذب باطل باتفاق علماء المسلمين من أهل الحديث وغيرهم" هكذا يحسم ابن تيمية الأمر في كتابه "مجموع الفتاوى" مؤكدًا أن كل من ادعى أنه رأى ربه بعينيه قبل الموت فدعواه باطلة باتفاق أهل السنة والجماعة، حيث أتفقوا جميعًا أن لا أحد يرى الله بعيني رأسه حتى يموت، واستشهد ابن تيمية في ذلك بما ورد في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما ذكر الدجال قال: "واعلموا أن أحدًا منكم لن يرى ربه حتى يموت".

وأشار ابن تيمية أيضًا إلى أن المؤمن قد يرى الله في منامه في صور متنوعة وهي تختلف باختلاف قدر إيمانه ويقينه مؤكدًا أنه في حال كان إيمانه صحيح لن يرى ربه إلا في صورة حسنة، وإن كان في إيمانه ضعف ونقص يرى ما يشبه إيمانه، مؤكدًا أن "رؤيا المنام لها حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق".

أما في كتابه "تلبيس الجهمية" فيؤكد ابن تيمية أنه ليس في رؤيا الله سبحانه وتعالى في المنام نقص ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى، وإنما ذلك حسب حال الرائي وصحة إيمانه وفساده أو استقامته، قائلًا: " قال بعض المشايخ: إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم، وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره وهذه مسألة معروفة"، ثم تحدث ابن تيمية عن قول المعتزلة وغيرهم بإنكار رؤية الله سبحانه وتعالى في المنام، محاولين نفي احتمالية رؤية الله سبحانه وتعالى، فيقول: "حكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم إنكار رؤية الله والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام ولكن لعلهم قالوا لا يجوز أن يعتقد أنه رأى ربه في المنام فيكونون قد جعلوا مثل هذا من أضغاث الأحلام، ويكونون من فرط سلبهم ونفيهم نفوا أن تكون رؤية الله في المنام رؤية صحيحة كسائر ما يرى في المنام، فهذا مما يقوله المتجهمة وهو باطل مخالف لما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها بل ولما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم".

والحديث محل الخلاف صححه جمع من أهل العلم، وضعفه واستنكره آخرون، لكن كل من صحح الحديث صححه باعتباره رؤيا منام لا باعتباره رؤية حقيقية، وذكر ابن تيمية بعد تصحيح الحديث في "بيان تلبيس الجهمية" أن الرسول قد رآه في المنام، وقد اتفق مع ابن تيمية في ذلك عدد كبير من أهل العلم، ومنهم الإمام الذهبي والإمام السيوطي وغيرهما، ويرى ابن تيمية عموما جواز ان يرى العبد الله سبحانه وتعالى في المنام كما ذكرنا في السابق، حسب درجة إيمانه.

اقرأ أيضاً..

- "تغريه خمر الجنة".. خالد منتصر يثير الجدل بالسخرية من محمد الشناوي

- "خطأ فادح" بأذكار الصباح والمساء.. يوضحه وسيم يوسف

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان