هل يمكن رؤية الله في المنام؟ وما معنى قول النبي "شعرت ببرد أنامله"؟.. علي جمعة يوضح
كتبت – آمال سامي:
"هل يمكن رؤية الله في المنام؟ وهل قوله صلى الله عليه وسلم: وشعرت ببرد أنامله يعني أن لله يدًا وأصابع؟" هكذا سئل الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء في إحدى مجالسه العلمية، فتحدث جمعة عن الرؤى والمنامات وكيف تحدث وهل هي للروح أم للجسد أم للنفس؟ وفسر جمعة معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤيته لله..
"المنام غير منضبط لأن الإنسان في المنام تخرج نفسه من جسده وروحه، ويبقى الجسد والروح"، يقول جمعة مستشهدًا بقوله تعالى: " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى..." فتخرج النفس من الجسد والروح في حالة النوم، ويوضح جمعة أن من سمات النفس أنها كائن لطيف وليس كثيفًا كالجسد فتجول وتصول وتدرك وترى أشياء بعالم آخر له أبجدية أخرى غير هذه الأبجدية التي نستعملها في لغتنا، ولذلك، يقول جمعة، فتأويل المنام من صفات الأنبياء، وكان الإمام مالك يرى أن من تصدر لتفسير الأحلام والمنامات والرؤى لابد أن يكون قد وصل من التقوى ما يجعله وارثًا من ميراث الأنبياء فكان يقول: أتتلاعبون بتراث النبوة؟
وأشار جمعة إلى أن الرؤيا بشرى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انقطعت النبوة فلا نبي بعدي ولا رسول، فشق ذلك على الصحابة، "طب هنسأل مين وهنعرف ربنا راضي عننا ولا لأ؟" فقال النبي: وتبقى الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له، يوضح جمعة المنهج الأمثل في التعامل مع الرؤى والمنامات بأننا إذا رأينا ما يطمئن له القلب فنقول خيرًا إن شاء الله، فهي لها معنى لكن هذا المعنى لا يدركه إلا قلة من عباد الله سبحانه وتعالى، يعلل ذلك جمعة قائلًا إن قوله تعالى: "ولنعلمه من تأويل الأحاديث" كانت لسيدنا يوسف النبي.
وروى جمعة حادثًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تأويل الأحلام، حيث كان أبو بكر رضي الله عنه وهو في مرتبة الصديقية العظمى قد أول شيئًا أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الرسول: أصبت في شيء وأخطأت في شيء، فقال أبو بكر: أناشدك الله فيم أخطأت؟ فقال: لا تناشدني ورفض أن يقول له فيم أخطأ، وهذا يدل، حسبما يرى جمعة، على أن الأمر لا يبنى عليه عمل، إنما هي بشرى وإنما هو خير، وإنما هو تطمين للقلوب لا يبنى عليه مقامات وأحوال ودرجات، "وكل واحد بعد كدا يقولي أصل ربنا قالي وأنا مبعوث العناية الإلهية.. هذا هو الضلال المبين"، ولذلك يقول جمعة إن الرؤيا من خروج النفس وإدراكاتها بلغة أخرى غير التي نفهمها، "واحد يقولك رؤيا السمك في المنام مرض والآخر يقول لك رزق.. الكلام دا كله مينفعناش" فتأويل الرؤيا قد يكون هذا أو غيره.
فهل من الممكن أن يرى الإنسان الله وهو نائم؟
"لم ترى الله ولكن رأيت أنك ترى الله في منامك، فيقول أحدهم إنه رأى نورًا، ويقول آخر إنه رأى سحابة، ويصف آخرون أوصافًا أخرى" يقول جمعة مؤكدًا "أي كلام هو دا ربنا؟ لأ وانما تجلى الله عليه في منامه بصورة من الصور"، وذكر جمعة أنه روي عن الإمام أحمد رحمه الله أنه رأى ربه في المنام 99 مرة، "من كتر ذكر الله وتشبع الجسم بالذكر" فالبال المشغول بالله يجعل النفس تتصور ذلك، فيرى الإنسان ما يرى، لكن يؤكد جمعة "حاشا لله أن يعتريه ما يعتري البشر، فالرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق...فنحن نعرف الله ونعرف أوصافه لكن بشرط انه خارج عن العالم ولا يشبه شيئا نعرفه أو ندركه".
أما قول الرسول أنه رأى الله في المنام فهو حديث صحيح، وهو قول الرسول: "فإذا أنا بربي عزَّ وجلَّ (يعني: في المنام، ورؤى الأنبياء حقٌ ) في أحسن صورة، فقال: يا محمد! فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب! قال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب! قال: يا محمد! فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب!فرأيته وضع كفه بين كتفي، حتى وجدت برد أنامله في صدري..."
"ممكن ربنا يكلم البشر لكن من خلف حجاب، والرؤيا حجاب" لكن أكد جمعة أن الأصابع ليست هي الأصابع واليد ليست هي اليد، فالرؤى لها أبجديات أخرى.
فيديو قد يعجبك: