مادام الله يعرف مصير خلقه فلم يعذبهم في النار؟.. أمين الفتوى يرد
كتبت – آمال سامي:
في لقائه ببرنامج "من القلب للقلب" على قناة MBC مصر الفضائية، شرح الدكتور أحمد ممدوح قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"، وأجاب أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أثناء شرحه للآية على سؤال يلح كثيرًا على أذهان البعض، مادام الله قد خلقنا وعرف مصيرنا فلم يعذبنا في النار؟
وبدأ ممدوح شرح الآية موضحًا أن النار الطبيعية التي نعرفها وقودها الحطب أو الفحم، لكن النار التي خلقها الله سبحانه وتعالى والمذكورة في الآية، وقودها الناس الذين يشركون بالله والحجارة وهي تلك الأصنام التي عبدوها في الدنيا، وأضاف ممدوح أن الله سبحانه وتعالى جعل على النار حفظة، موضحًا أن التصور الإسلامي عن الملائكة مختلف عن التصور الإغريقي لها، فالرسول حين رأى جبريل عليه السلام في صورته الحقيقية تأثر رغم قوته وشجاعته، "فالملائكة في الإسلام فيهم عظمة وجلال شديد، وجعل الله منهم ملائكة مخصوصة، تقوم على تأديب الناس في النار وتعذيبهم".
وقد وصف الله سبحانه وتعالى الملائكة الموكولة بالنار بـ "غلاظ" و"شداد" ، إذ قال سبحانه وتعالى:" عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ"، وأوضح ممدوح أن التعبير بـ "على" في اللغة العربية دليل على تمكنهم منها، فلا مفر للكفرة من النار عن طريق استعطافهم أو أنهم لن يقوموا بعملهم، فالملائكة موصوفون بأنهم "غلاظ" والغلظة ضد اللطف والشفقة و"شداد" تعني أن فيهم دقة وشدة في تنفيذ أمر الله سبحانه وتعالى.
لكن مادام الله قد خلقنا ويعلم ماذا سنفعل في الحياة، فهل فعل ذلك حتى يعاقبنا في النهاية؟ أجاب ممدوح قائلًا إن الله عالم، والعلم صفة انكشاف، فالله سبحانه وتعالى عالم بما كان وبما هو كائن وبما سيكون، لكنه لا يجبر الإنسان على أن يفعل شيئًا، فهو مخير أن يسلك طريق الهدى أو طريق الضلال، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، وذلك حتى لا يتكل أحد بحجة ان الله قد كتب عليه النار أو غيره، وأضاف ممدوح أننا الآن في دار ابتلاء فهناك شهوات وشبهات وغيرها، فالمهم أن يعلم الإنسان ما يفعل في هذا الاختبار.
فيديو قد يعجبك: