لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حديث ومعنى: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا".. هل يرد الله دعاء العصاة؟

07:53 م الجمعة 08 يناير 2021

دار الإفتاء المصرية

كتبت – آمال سامي:

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا) ( المؤمنون : 51 ) ، وقال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ( البقرة : 172 ) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمدّ يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له ؟".

يشرح الإمام النووي الحديث قائلًا إن معنى الطيب أي المنزه عن النقائص والخبائث فيكون بمعنى القدوس، وقيل طيب الثناء ومستلذ الأسماء عند العارفين بها، وهو طيب عباده لدخول الجنة بالأعمال الصالحة وطيبها لهم، أما الكلمة الطيبة فهي: لا إله إلا الله.

ويستطرد النووي موضحًا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يقبل إلا طيبًا"، أي لا يقبل أن يتقرب إليه بصدقة حرام، ويكره كذلك التصدق بالرديء من الطعام، كالحب العتيق المسوس، ويكره بالتصدق أيضًا بما فيه شبهة، فيقول تعالى: "ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون"، والله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل أيضًا إلا الطيب الذي يخلث من أي شائبة من شوائب الرياء والعجب والسمعة وغيرها.

وفي الحديث دليل كذلك على أن الإنسان قد يثاب على ما يأكل إذا قصد به التقوي على طاعة الله سبحانه وتعالى، أو حتى إحياء نفسه، وذلك لأن أحياء النفس من الواجبات، غير ما إذا كان الأكل لمجرد الشهوة والتنعم، وقال النووي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستبعد استجابة أي دعاء لا يأكل صاحبه من حلال، لكن يقول أن الصحيح أن الله سبحانه وتعالى قد استجاب لشر خلقه وقال: إنك لمن المنظرين.

وفي فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية عن استجابة الله سبحانه وتعالى لدعاء العاصي من عدمها، قال أمين الفتوى الدكتور محمود شلبي، إن الله سبحانه وتعالى يستجيب للإنسان ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، كما ورد في الحديث الشريف، فالاستجابة أمرها لله سبحانه وتعالى، واستدل شلبي بقوله تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، وأضاف شلبي أن الدعاء في حد ذاته يعني اعترافًا بأنه لا احد غير الله يستجيب لهذا الدعاء.

لكن ليس معنى ذلك أن الله يريد أن يتركه على المعصية ويعطيه أيضًا ما يطلبه دائمًا، فهذا وارد، لكن يشير شلبي أن الله سبحانه وتعالى قد يرزقه بشيء معين دعا له، فيفرح ويعود إلى الله سبحانه وتعالى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان