"أَسِيرَ اللهِ فِي أَرْضِهِ، وَشَفَعَ لأَهْلِ بَيْتِهِ".. هكذا وصف النبي "المسنين" في يومهم العالمي
كتبت – آمال سامي:
في اليوم العالمي لكبار السن الذي تعده الأمم المتحدة مناسبة سنوية تحييها في أول أكتوبر من كل عام، نستعرض في التقرير التالي أبرز وصايا القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم بشان كبار السن، إذ لهم مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية، سواء كانوا من الأهل أو لا.
"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جوَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً" سورة الروم الآية 54، توضح آيات القرآن الكريم مراحل خلق الإنسان وحياته، فتصف مرحلة الشيبة وكبر السن بالضعف، فتوجه آيات القرآن الكريم وتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم إلى مراعاة هذا الضعف واحترامه، فيقول تعالى عن الوالدين: " وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"، وتبرأ النبي صلى الله عليه وسلم ممن لا يحترم الكبير، فقال: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف ويَنْهَ عن المنكر"، وقال: " مَن لم يرحم صغيرنا ويعرِفْ حقَّ كبيرنا، فليس منا".
خيركم من طال عمره وحسن عمله
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من خيار المسلمين من طال عمره وأحسن عمله، فيروي أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بخياركم؟؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "خياركم أطولكم أعمارًا إذا سددوا"، وقال أيضًا: "خياركم أطولكم أعمارًا وأحسنكم أعمالًا".
النهي عن التعرض لكبار السن
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه حين يخرجون للقتال ألا يتعرضوا لكبار السن والنساء والأطفال، فيقول: انطلقوا باسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله. لا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلاً ولا صغيرًا، ولا امرأة. ولا تغلوا، ، وأصلحوا وأحسنوا، فإن الله يحب المحسنين".
موقف الرسول مع أبي قحافة
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يطمع في إسلام أبيه بعد فتح مكة، فحين دخل النبي مكة فاتحًا في رمضان من العام الثامن من الهجرة، جاء بأبيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان شيخًا كبيرًا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه"، فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ومسح على صدره ثم قال له اسلم، فاسلم.
تقديم كبار السن في إمامة الصلاة
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع بتقديم كبار السن، ومن أهمها إمامة الصلاة، إذ قال صلى الله عليه وسلم: " فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ"، وقال أيضًا: ابدءوا بالكبراء -أو قال- بالأكابر، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم في السلام أن الصغير هو من يبدأ بالسلام على الكبير، فقال: يسلم الصغير على الكبير والراكب على الماشي.
المسن شفيع لأهل بيته
إذ روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَا مِنْ مُعَمَّرٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا صَرَفَ اللهُ عَنْهُ ثَلاثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ البَلاءِ: الجُنُونَ وَالجُذَامَ وَالبَرَصَ، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ سَنَةً لَيَّنَ اللهُ عَلَيْهِ الحِسَابَ، فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ رَزَقَهُ اللهُ الإِنَابَةَ إِلَيْهِ بِمَا يُحِبُّ، فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ سَنَةً أَحَبَّهُ اللهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ قَبِلَ اللهُ حَسَنَاتِهِ وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ، فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللهِ فِي أَرْضِهِ، وَشَفَعَ لأَهْلِ بَيْتِهِ".
فيديو قد يعجبك: