إعلان

في ذكرى وفاته: "المعتصم بالله".. آخر خلفاء العصر العباسي الذهبي

05:32 م الإثنين 25 أكتوبر 2021

المعتصم بالله

كتبت – آمال سامي:

هو المعتصم بالله أمير المؤمنين أبو اسحاق محمد بن الرشيد، ابن الخليفة العباسي هارون الرشيد، وهو أول من أضاف لقبه إلى اسم الله تعالى من الخلفاء، فلقب المعتصم بالله، وكان نقش خاتمه: الله ثقة أبي اسحاق بن الرشيد وبه يؤمن، يروي الدكتور أحمد الباز، في كتابه "المعتصم بالله..آخر الخلفاء العظام من بني العباس" أن هارون الرشيد لم يول المعتصم الرعاية الكافية مثل التي أولاها للمأمون، إذ لم يحظة بقدر كاف من التعليم والتثقيف بل كان مهملًا من أبيه الذي اولى رعايته واهتمامه لأبناءه الثلاثة الذي أسند إليهم ولاية العهد وهم الأمين والمأمون والمؤتمن، لذا قال عنه المؤرخون "كان عريًا من العلم"، وقال الذهبي: "لكنه نزر من العلم"، لكن يختلف الذهبي مع المؤلف حول سبب ذلك، إذ يرجعه إلى عدم اهتمامه أو ميله شخصيًا للعلم.

توليه الخلافة

يقول أحمد الباز في كتابه السابق: "العجيب أن الرشيد كان أخرج المعتصم من الخلافة وولى الأمين والمأمون والمؤتمن، فساق الله الخلافة إلى المعتصم من حيث لا يدري، فالخلفاء الذين أتوا بعده كانوا من نسله"، لكن لم تكن البيعة له بالخلافة سهلة، إذ شغب الجند واعترضوا ونادوا باسم العباس ابن المأمون، فأرسل إليه المعتصم فأحضره ولكنه بايع المعتصم ثم خرج للجند قائلًا: ما هذا الحب البارد؟ قد بايعت عمي..فسكتوا".

كانت من سمات خلافة المعتصم أنه أول من ولى الأتراك المناصب القيادية في الدولة، وكان يتشبه بملوك العجم، فلبس ملابسهم ومشي مشيتهم، ولكنه على الرغم من ذلك استطاع القضاء على الفتن والثورات في عهده وكان مهتمًا بشدة بتقوية جيشه، فيذكر المؤرخون أن القوة الضاربة للدولة العباسية بلغت ذروتها في عهده، فيقول الخطيب البغدادي: "كثر عسكر المعتصم وضاقت عليهم بغداد"، فاستطاع القضاء على ثورة القاسم العلوي التي ظهرت في بغداد عام 219 هـ، في خرسان، وكذلك قضى على الرط الذين سيطروا على البصرة وقطعوا طرقها ونهبوها، وكذلك قضى على الخرمية وهم أصحاب بابك الخرمي الذي ظهر في سنة 201 هـ في خلافة المأمون، وكانت له فتوحات عدة في عهده، منها فتح عمورية وهزيمة الروم في رمضان عام 223 هـ.

كانت محنة "خلق القرآن" نقطة سوداء في تاريخ المعتصم، إذ سار على نهج أخيه فيها وحمل العلماء للتمسك والدعوة للإعتزال وخلق القرآن، وعلي يديه وفي عهده تم تعذيب الإمام أحمد بن حنبل في محنته الشهيرة، ولكنه ندم على ذلك فيما بعد.

في ذكرى وفاة "المعتصم بالله".. ندم على تعذيبه لأحمد بن حنبل وهذا آخر ما قاله قبل وفاته

بناء مدينة سامراء

أهتم المعتصم بالجانب العمراني في بناء مدينة سامراء بالعراق، ولو أن الدافع الأول لبناءها كان فض الاشتباك بين جنده الأتراك وبين عامة الناس، إذ أشير عليه بأن يبني مدينة لجنده بعيدة عن بغداد، فبنى سامراء بالفعل وهي تبعد حوالي 150 كم عن بغداد، وتقع سامراء على شاطيء دجلة من الجهة الشرقية، وبنى لنفسه فيها قصر أنيق وبنى عسكره كذلك فيها قصورًا، وأيضًا بنى فيها جامع ضخم.

في الخميس الثامن عشر من ربيع الأول عام 227 هـ، الموافق الخامس من يناير عام 842م، توفى المعتصم بالله وكان آخر خلفاء الدولة العباسية العظماء، وبعده بويع لهارون الواثق بالله ابنه في نفس يوم وفاة أبيه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان