بعد مقتل "عروس قليوب".. أستاذ بالأزهر يوضح حكم إجبار الأبناء على الزواج: هل الرفض عقوق؟
كتبت – آمال سامي:
تصدر مقتل "عروس قليوب" وسائل الإعلام منذ أمس السبت، إذ قتل العريس المتهم عروسته يوم الحنّة، معللًا ذلك بأن أهله ضغطوا عليه حتى يتزوج منها، وأنه كان يرغب في الزواج بأخرى، فوضع خطة لقتلها والتخلص منها قبل ليلة الزفاف.. فهل يجوز للأهل شرعًا أن يجبروا أبناءهم على الزواج؟ وما حكم من يرفض طاعة والديه في اختيار زوجته؟
يعلق الدكتور محمد خليفة البدري، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، في حديث خاص لمصراوي، على إجبار بعض الأسر أبناءها على الزواج من شخص معين أو الإجبار على الزواج بشكل عام، مؤكدًا أنه لا يجوز إجبار الولد على الزواج، فإذا كان لا يجوز إجبار الفتاة على الزواج من شاب لا تقبله فكيف بإجبار الولد، مؤكدًا أن رفض الابن في هذه الحالة الزواج ليس بعقوق بل هو حق أصيل من حقوقه.
وقال البدري إن عقد الزواج من أخطر العقود لما يترتب عليه من عدم استقرار الأسرة ومن مفاسد إذا أجبر الولد على الزواج، فهو عقد شرعي وحين أن يريد الأب أن يجبر ابنه على الزواج من فتاة معينة يكون ذلك لأمر دنيوي لا شرعي، وأشار البدري أن من الأمور الدنيوية التي يرغب الآباء فيها أجبار أبناءهم على الزواج هو لحفظ ميراث أو لأن الفتاة لديها أرض ولا يرغبون أن تخرج من العائلة، فخلطوا الأمر الشرعي بالأمر الدنيوي، وأكد البدري أن هذا الإجبار قد يترتب عليه كثير من المفاسد، فقد يرتبط بأخرى في غير زواج، فتكون بينهما علاقة في غير إطار شرعي.
"على الابن ألا يطيع أباه في هذا الإجبار" يؤكد البدري موضحًا أن علي الابن أن يفعل ذلك بحنكة وذكاء وحرص، فيبين لأبيه سبب رفضه ويحاول أن يقنعه به بشكل حكيم، لأنه يجب أن يعامل أباه معاملة حسنة في كل الاحوال وألا يعقه، ولكنه إن امتنع من الزواج من الفتاة التي يجبره أبواه عليها فهو ليس بعاق في هذه الحالة، إذ يؤكد البدري أن الحرية في اختيار شريك الحياة مقصد من مقاصد الشريعة.
وقال البدري أنه إذا ترتب على إجبار الأبناء على الزواج مفسدة، أثم من حاولوا إجبارهم، مبينًا أن من ضمن المفاسد التي تترتب على الإجبار مفسدة كالتي حدثت من قتل الخطيب لخطيبته لأنه أجبر على الزواج منها، أما فكرة حرمانهم من الميراث وربطه بالزواج من شخص معين، يؤكد البدري أنه أمر خاطيء جدًا قائلًا: "لا أعاقب أبني على حريته والميراث أمر شرعي فلا يجعل الشرع عقوبة على الاختيار ومن حرم وارثًا من ميراثه حرم الله عليه الجنة"، وأكد البدري أن الأب الذي يهدد ابنه بالحرمان من الميراث يدين نفسه في الحياة الأبدية الحقيقية، "فكيف يرضى على نفسه بأن يعاقب في الآخرة؟ ومن أجل ماذا؟".
وأشار البدري إلى أن بعض الناس يجبرون أبناءهم على الزواج بحجة أن "يعقلوا"، مؤكدًا أن الأمر في الزواج يجب ان يكون برضا وأريحية فهو أهم عقد في العقود، وذلك لأن الزواج قد يدخل طرفيه الجنة أو النار، ويترتب على الإجبار مفاسد قد تمتد للابناء، إذ من الممكن أن يفترق الزوجان بعد وفاة الوالد الذي أجبر ابنه على الزواج، وذكر البدري أن بعض الشباب لا يريد الزواج لعلة مرضية لا يرغب الإفصاح عنها، فقد لا يستطيع الزواج حقيقة، ويعلم أنه لن يقوم بدوره كزوج، ولم يعلم أباه وأمه، فصار الزواج حرامًا في هذه الحالة، ومن يجبره على الزواج يكون قد أرتكب مخالفة شرعية كبيرة في ذلك.
فيديو قد يعجبك: