اشترط على رفاقه خدمتهم والإنفاق عليهم.. إليك قصة التابعي عامر التميمي
كتبت – آمال سامي:
هو عامر بن عبد قيس أبو عبد الله التميمي البصري، أحد عباد التابعين وزهادهم، وصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء بـ "القدوة الولي الزاهد" ، وقال عنه العجلي: هذا راهب هذه الأمة، وقيل : كان عامر لا يزال يصلي من طلوع الشمس إلى العصر ، فينصرف وقد انتفخت ساقاه فيقول : "يا أمارة بالسوء، إنما خلقت للعبادة"...ويروي الشيخ محمد أبو بكر الداعية الإسلامي قصتين من قصص زهده عبر فيديو نشره على قناته الرسمية على يوتيوب.
فيروي أبو بكر أن عامر كان حين يختار صحبة يرافقها يشترط عليهم ثلاثة شروط، أولها أن يكون خادمًا لهم فلا ينازعه أحد منهم الخدمة أبدًا، وأن يكون لهم مؤذنًا فلا ينازعه أحد منهم في النداء للصلاة أبدًا، أما الشرط الثالث فهو أن ينفق عليهم قدر طاقته، ولو نازعه أحد في هذه الشروط الثلاثة لا يرافقه.
ويقول ابو بكر إن العجيب أن عامر بن عبد الله التميمي كان يسال الله ثلاثة أمور دائمًا، فسمعه أحد الناس يوما يقول لله سبحانه وتعالى أني سألتك ثلاثة أشياء فأعطيتني أثنين ومنعتني الثالثة، فما هم؟ فقال له الرجل سأفضح أمرك بين الناس وأقول انك وصلت الليل بالنهار بين جهاد وعبادة ولم تنم، يعلق أبو بكر على ذلك متعجبًا: "لو واحد زي حالتنا لوافق لكنه خاف من أن يعرف عنه انه يصل الليل بالنهار عبادة...فأخبر الرجل سره بشرط أن يكتمه طيلة حياته"، فقال عامر بن عبد الله أنه سأل الله أولا أن ينزع من قلبه حب النساء حتى صار حين يرى امرأة لا يعلم أهي امرأة أم جدار، أما الثانية فقد سأل الله ألا يخاف أحدًا غيره أبدا، فصار لا يرى ولا يخاف أحدًا إلا الله سبحانه وتعالى، أما الثالثة التي منعه الله منها، فهي أنه سئل الله أن يمنع عنه النوم حتى يعبده كما يريد فمنعه الله سبحانه وتعالى هذه الثالثة.
يقول أبو بكر معلقًا على قصتي عامر بن عبد الله تميمي: "تخيل النفس دي لما تعيش في الدنيا تبقى عايشة ازاي؟ هؤلاء هم النماذج الطيبة التي يجب أن نقتدي بها ونتباهى بها وأن نحيا بذكرهم ونعيش في رحابهم عسانا أن ننهج منهجهم يومًا ونسير على معالم طريقهم..فهم القدوة الصالحة".
ويروي الذهبي أن عامر حين احتضر كان يبكي، فلما سئل ما يبكيك قال: ما أبكي جزعًا من الموت، ولا حرصًا على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام الليل. وقيل أنه توفي في زمن معاوية رضي الله عنه.
فيديو قد يعجبك: