"العطية على قَدْر النية".. خطيب المسجد الحرام: تأخر إجابة الدعاء ربما يكون أعظمَ لأجرِ السائل
وكالات:
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة أن شَرَف العِلمِ في شَرَفِ المعلوم، وأشرفُ العُلومِ وأجَلُّها: العلمُ بالله تعالى، مبينا أن الله هو المألُوهُ المعبُود، الربُّ المشكُورُ المحمود، الملِكُ المعظَّمُ المقدَّس، الحيُّ القيوم، ذو الجلالِ والإكرام، والأُلوهيةِ والعُبوديةِ على خَلْقه أجمعين.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في الحرم المكي الشريف- نقلا عن وكالة الأنباء السعودية واس: الله هو الأولُ بلا ابتداءْ، الآخِرُ بلا انتهاءْ، أن الله يُغني السائل، ويَكفي العائل، يَبدأُ النِّعمةَ قبل الاستحقاق، ويَجُود بالإحسانِ من غير استثابة، لا تُحجَبُ عنه دعوة، ولا تَخِيبُ لديه طِلبة، ولا يَضِلُّ عنده سَعي، هو القريب في عُلُوِّه، العَلِيُّ في دُنُوِّه، إذا ناديتَه سَمِعَ نِداك، وإذا ناجيتَه عَلِمَ نَجواك، فأفْضَيتَ له بحاجَتِك، وأبْثَثْتَه ذاتَ نَفْسِك، وشكوتَ إليه هُمُومَك، واستكشفتَه كُرُوبَك، واستَعَنْتَه على أمورِك، وسألْتَه من خزائن رحمتِه ما لا يَقدِرُ على إعطائه غيرُه، من زيادةِ الأعمار، وصحةِ الأبدان، وسَعَةِ الأرزاق، وفَتحِ الأغلاق.
وأفاد فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة أن الله عز وجل جعل في يدك مفاتيحَ خزائِنِه بما أَذِن لك من مَسألتِه، فمتى شِئتَ استفتحتَ بالدعاء أبوابَ نعمتِه، واستَمْطرتَ شآبيبَ رحمتِه، فلا يُقنِّطُكَ إبطاءُ إجابتِه؛ فإنَّ العطيةَ على قَدْر النية، ورُبما أُخِّرَت الإجابةُ ليكون ذلك أعظمَ لأجرِ السائل، وأَجْزَلَ لعطاءِ الآمِلْ ، فَتح لك بابَ المَتاب، وهَداك لسبيلِ الاستعتاب، ولم يَجعلْ بينه وبينك مَن يَحجِبُك عنه، ولم يُلْجِئكَ إلى مَن يشفعُ لك إليه، ولم يمنعْكَ إن أسأتَ من التوبة، ولم يُعاجِلْك بالنقمة، ولم يُعيِّرْك بالإنابةِ ولم يفضحْك ، جَعلَ نُزُوعَك عن الذنب حسنة، وعَدَّ سيئتَكَ واحدة، وعدَّ حَسَنتَكَ عَشرا.
وأوضح أن العبدَ إذا عَلِمَ ما لمولاه من صِفاتِ الكمال والجلالْ، ودلائلِ العَظَمةِ والجمالْ، وشَواهِدِ الإنعامِ والإفضالْ: أحَبَّهُ محبةً عظيمةً تَفُوقُ محبةَ النفسِ والأهلِ والولد، وتلك مرتبةٌ عُظمى، ومنزلةٌ كُبرى، قال المصطفى- صلى الله عليه وسلم: (ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وَجدَ حلاوةَ الإيمان: أن يكونَ اللهُ ورسولُهُ أحَبَّ إليه مِمَّا سِواهُما، وأن يُحِبَّ المرءَ لا يُحبُّه إلا لله، وأن يَكرهَ أن يعودَ في الكفر كما يَكرهُ أن يُقذَفَ في النار) أخرجه البخاريُّ ومسلم، واللفظُ للبخاري. ومن لَوازِم حُبِّ العبد لربِّه تعالى: عبادتُهُ وحدَه لا شريك له، والإخلاصُ له، وفِعلُ أوامِرِه، وتَرْكُ زَواجِرِه. ومنها: إدامةُ ذِكره عزوجل؛ لأن من أَحَبَّ شيئًا أكْثَرَ مِن ذِكرِه، وفي الحديث القُدسي: يقول اللهُ تعالى: (وأنا معه إذا ذَكَرني) أخرجه البخاريُّ ومسلم.
فيديو قد يعجبك: