هل يمكن للجن فعلا سرقة أشياء من المنزل؟.. وأزهري: هذه قدرتهم وهكذا نتحصّن منهم
كتب- محمد قادوس:
هل الجن فعلاً يسرق الذهب والمال والطعام من المنزل؟.. سؤال أثاره جدل إثر تصريح الشيخ محمد أبوبكر الداعية الإسلامي بأن الجن سرقه ذات مرة، وذلك في فيديو بثه عبر صفحته الرسمية على فيسبوك.
وفي رده على سؤال مصراوي، قال الدكتور أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بالأزهر الشريف: ليس الجن على ما يشاء قديرا، مضيفا أنه ليس من العقل وليس من الحكمة أن نربط كل ما يحدث في حياتنا بالعوالم الغيبية، فكل من أهمل في دراسته ولم يوفق في الامتحان يدَّعي أنَّه محسود، وكل من تأخر زواجها ولو قليلًا تدَّعي أنَّ هناك من سحرها وكرَّه الرجال فيها، وكل من سُرِق منه مالٌ يدعي أن الجن هم من قاموا بهذا العمل، ثم يستتبع ذلك أن يسهل هذا الكلامُ الأمرَ لآخرين من الذين يتاجرون بأحلام البسطاء ويتلاعبون بآلامهم، ويمتهنون الدجل ويدَّعون أنَّهم معالجون روحانيون ويوهمون الناس أن لهم طاقات روحانيه علويه وسفليه خارقة يستطيعون من خلالها جلب الحبيب وعقد اللسان وفتح النصيب وفك السحر السفلي وأعمال التحصين وحل المشاكل الزوجية ورد المطلقة وجلب الرزق والمال وعلاج الأمراض وتزويج من تأخرت في الزواج وأن يهب لها أولادًا وأن يرد المال المسروق، وكل هذا مما يجعل المجتمع يعيش في براثن الوهم والجهل والخرافات.
واضاف سلامة، في رده لمصراوي، بأنه يجب أن نضع مجموعة من الضوابط في ذلك الإطار، وهي:
أولًا: الجن من مخلوقات الله- تعالى- كما أن الإنسان من مخلوقات الله- تعالى-، وكما أن للإنسان قدرات كذلك للجن قدرات لكنها في النهاية محدودة وضئيلة في جانب قدرة الله، مستشهداً في ذلك بقول الله-تعالي- في سوره، الطلاق" لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا"، مؤكداً وليس الجن على كل شيء قدير.
ثانيًا: الذي يسرق هم اللصوص وإذا ضاع من الإنسان شيء فعليه أن يبحث عنه بالوسائل العقلية والعلمية ولا يذهب للخرافات والدجالين، مستشهداً في ذلك بقول الله-تعالي-في سوره ال عمران قال،" أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
ثالثًا: الجن لا يستطيعون أن يفتحوا بابًا مغلقًا ولا يرفعون غطاء من فوق الإناء، مستشهداً في ذلك بحديث ورد عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أغلِقوا الأبوابَ وأوْكوا السِّقاءَ وخمِّروا الإناءَ وأطفِئوا المصباحَ فإنَّ الشَّيطانَ لا يفتَحُ غَلَقًا ولا يحُلُّ وِكاءً ولا يكشِفُ إناءً وإنَّ الفُوَيْسقةَ تُضرِمُ على النَّاسِ بيتَهم ). فالفويسقة وهي الفأرة هي التي قد تحرق البيت لو جرت الفتيلة ولم يقل النبي ﷺ أن الجن من يفعل ذلك.
رابعًا: الإنسان يستطيع أن يتحصن من أشد الشياطين بآية الكرسي فلا يضره بشيء إلا بإذن الله- تعالى- مستشهداً في ذلك بحديث قال الشيطان لأبي هريرة وهو لا يعلم أنه شيطان (إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ ( اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ) ، وَقَالَ لِي : لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ ، وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ـ وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الخَيْرِ ـ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لأبي هريرة: ( أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ ) قَالَ : لاَ ، قَال َ: ( ذَاكَ شَيْطَانٌ ) " [رواه البخاري].
وأكد الباحث الشرعي أن الجن إن كانوا يمارسون الخداع والسرقة فإنهم في النهاية لا يفتحون بابا ولا خزانة ولا صندوقًا ولا غيره.
فيديو قد يعجبك: