عمرو الورداني: "القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود" تطبيق لتعاليم النبي.. والإسراف سوء أدب مع الله

كتبت – آمال سامي:

تحدث الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء، حول مثل "القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود"، وعن موقف الشرع منه، قائلًا إن هذه المقولة هي تطبيق لما تعلمه المصريون من الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو تطبيق لقوله تعالى: "ولا تجعل يدك مغلولة لعنقك ولا تبسطها كل البسط"، وأكد الورداني عبر برنامجه "ولا تعسروا" المذاع على القناة الأولى المصرية، أن المصريين أرادوا أن يصلوا بهذا المثل إلى حد الاعتدال، فإذا اسرف الإنسان كل ما لديه من مال فهو دخل في سوء أدب مع الله، وذلك لأن الله لا يحب المسرفين، فكأن المسرف يختبر الله، فالله يحب من ينفق أن ينفق بحكمة، ولذا نصح النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي حين جاءه قائلًا ان تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس.

وقال الورداني ان الادخار يجعل الإنسان ليس عبدًا لاحتياجاته، فحين يدخر سوف يتمكن من برمجة احتياجاته، فحين يدخر المرء لا يشعر فقط بسعة النعمة ولكن أيضًا الاحتياجات ستتغير في عينه، فليست كل الأموال التي تدخل للفرد جاءت ليسد احتياجاته.

ورد الورداني على من يرفضوا هذا المثل لأنه فيه سب الدهر، والنبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن سب الدهر، فيقول الورداني إنه وصف لليوم وليس سب للدهر، مشيرًا إلى أن هناك أوصافا جاءت للايام في القرآن الكريم تصفها أوصاف شديدة، مثل قوله تعالى: "أيام نحسات" فكأنها أيام شديدة منحوسة، وايضًا قال: "في يوم نحس مستمر"، أما سب الدهر فهو شكل من أشكال عدم الرضا عن رسول الله، وكأن صاحبه ساخطا على أقدار الله، وهو عكس المثل المذكور، فهو يقول حتى ترى نعمة الله دائما ادخر.