إعلان

"قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز".. ذكرى وفاة أحمد بن حنبل وأكبر جنازة في تاريخ الجاهلية والإسلام

05:02 م الأربعاء 17 نوفمبر 2021

الإمام أحمد بن حنبل

كتبت – آمال سامي:

في مثل هذا اليوم في صباح يوم الجمعة الموافق الثاني عشر من ربيع الآخر، أي في مثل هذا اليوم عام 241 هجريًا، توفي الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة، وعمره سبع وسبعين عامًا، بعد حياة حافلة بالعلم ، في طلبه ونشره، والتصدي كذلك للبدع والفتن، وبعد موقف خلده التاريخ في محنة خلق القرآن.

وكان الإمام أحمد رحمه الله قد قال: "قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز"، وقد صدق، فكانت جنازته ضخمة قد بلغت ألفي ألف وخمسمائة ألف، إلى الحد الذي جعل عبد الوهاب الوراق يقول: "ما بلغنا أن جمعًا في الجاهلية والإسلام كان أكثر من الجمع على جنازة أبي عبد الله"، أما خصمه أحمد بن أبي دؤاد القاضي لم يكترث أحد بموته، وشيعه قليل من الناس، وكذلك الحارس بن أسد المحاسبي، على الرغم من زهده وورعه لم يصل عليه إلا ثلاثة أو أربعة من الناس حسبما يروي الذهبي.

وصية الإمام أحمد بن حنبل قبل وفاته

"بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أحمد بن محمد بن حنبل ، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون . وأوصى من أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا الله في العابدين ، وأن يحمدوه في الحامدين ، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين ، وأوصي أني قد رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، وأوصي لعبد الله بن محمد المعروف بفوران علي نحوا من خمسين دينارا ، وهو مصدق فيما قال فيقضى ما له علي من غلة الدار ، إن شاء الله فإذا استوفي أعطي ولد صالح كل ذكر وأنثى عشرة دراهم".

ويروي طاووس أنه كان يكره الأنين في المرض، فلم يئن حتى كانت الليلة التي توفى في صباحها حين أشتد عليه الوجع، وحكى ابنه أنه في لحظات احتضاره كان يردد: "لا بعد، لا بعد"، فسأله: يا أبت ما هذه اللفظة التي لهجت بها في هذه الساعة؟، فقال: يا بني، إن إبليس واقف في زاوية البيت وهو عاض على أصبعه، وهو يقول: فتني يا أحمد؟ فأقول: لا بعد لا بعد، يعني أنه لا يفوته حتى تخرج روحه من جسده على التوحيد.

وأشار أحمد بن حنبل على أهله أن يوضئوه، وحين أكمل وضوءه توفى رحمه الله، ومن ورعه أنه حتى بعد وفاته أرسل له الخليفة أكفانًا له، فقال ابناءه: إن أمير المؤمنين قد أعفاه في حياته مما يكره، وهذا مما يكره، وأبوا أن يكفنوه في تلك الأثواب، وكفنوه في ثوب كانت جاريته قد غزلته.

وقد روى البيهقي عن حجاج بن محمد الشاعر أنه قال : ما كنت أحب أن أقتل في سبيل الله ولم أصل على الإمام أحمد . وروي عن رجل من أهل العلم أنه قال يوم دفن أحمد : دفن اليوم سادس خمسة : وهم أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعمر بن عبد العزيز ، رحمهم الله.

موضوعات متعلقة:

الإمام أحمد بن حنبل.. أبرز مجددي الإسلام في القرن الثاني الهجري (2)

في ذكرى وفاته..محنة خلق القرآن واستجابة دعاء ابن حنبل على الخليفة المأمون

في ذكرى وفاته.. أحمد بن أبي دؤاد أحد دعاة "خلق القرآن" وطالب بقتل الإمام أحمد

في ذكرى وفاته: هكذا أخرج أحمد بن حنبل جنيًا من جارية الخليفة المتوكل

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان