إعلان

منها حكم من مات بلدغة العقرب وجواز قتله.. 6 أسئلة شرعية حول العقارب يجيب عنها باحث بالأزهر

08:50 م الخميس 18 نوفمبر 2021

لدغة العقرب

كتب-محمد قادوس:

بعد موجة الطقس السيئ التي تعرضت لها أسوان في الأيام الماضية، وظهر إثر ذلك في بعض الاماكن بعض العقارب، مما ادي إلى 3 وفيات، و 425 مصابًا بلدغات العقارب؟.. طرح إسلاميات مصراوي عدة اسئلة تلقاها من بعض متابعيه، تخص حكم قتل العقرب، وأجر من مات بلدغته، والأسئلة هي:

1ـ لماذا أمر رسول الله ﷺ بقتل العقرب؟ وما حكم قتله؟

2ـ أما عن حكم قتل العقرب؟

3ـ لماذا بقي علماء الشرع يقولون بجواز قتل العقارب مع أن بعض علماء الطبيعة يقولون إن العقارب ليس من طبيعتها مهاجمة الإنسان أو لدغه ولكن في حال اصطدمت بأي جسم تدافع عن نفسها؟

4ـ هل قتل العقرب له شروط أم أنه على الإطلاق؟

5ـ لماذا كان الرسول ﷺ لا يحبذ أن يموت الإنسان لديغا؟

6ـ هل من مات بلدغ العقرب له أجر؟

وطرح مصراوي الأسئلة السابقة على الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، الذي أوضح الرأي الشرعي في تلك المسائل قائلًا:

* لماذا أمر رسول الله ﷺ بقتل العقرب؟

في رده قال سلامة إن النبي ﷺ أمر بقتل العقرب وثبت ذلك في صحيحي البخاري ومسلم فعن ابن عمر -رضي الله عنهما - عن النبي ﷺ قال: (خَمْسٌ لاَ جُنَاحَ على مَنْ قَتَلَهُنَّ في الْحَرَمِ وَالإِحْرَامِ: الفَارَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ)، بل إنه يجوز للمصلي أن يقتله ولو كان في الصلاة فقال ﷺ: (اقتلوا الأسوَدَينِ في الصلاةِ؛ الحيةُ و العقربُ).

* ما حكم قتل العقرب؟

في رده قال الباحث الشرعي، إن جمهور العلماء ذهب إلى أن هذا الأمر يدل على الجواز ولا يدل على الوجوب، والسبب في جواز قتل العقرب، أن الإسلام اهتم بحفظ النفس البشرية وحفظ حياة الإنسان مِن الأذى والشُّرورِ، فأباح للمسلم دَفْعِ الضَّررِ عن نفسه وعن غيره من الناس والحيوان.

* لماذا بقي علماء الشرع يقولون بجواز قتل العقارب مع أن بعض علماء الطبيعة يقولون إن العقارب ليس من طبيعتها مهاجمة الإنسان أو لدغه ولكن في حال اصطدمت بأي جسم تدافع عن نفسها؟

قال سلامه في رده إن هذا الكلام ليس دقيقًا ومخالف لما أثبتته الدراسات الحديثة فقد نشرت بعض وسائل الإعلام (العربية نيوز] دراسة نشرتها المجلة الأكاديمية للبحوث والدراسات "ساينس دايركت"، أفادت بأن هناك ما بين 1.2 مليون إلى 1.5 مليون حالة لدغة عقرب كل عام، تؤدي إلى ما يزيد عن 2600 حالة وفاة، كما ظهرت دراسة بعنوان "وبائيات العقرب" أجريت عام 2008، قدّرت عدد الوفيات السنوية بحوالي 3250 حالة، من إجمالي عدد حالات يصل إلى مليون و200 ألف حالة. و طبقاً لـ"مايو كلينك"، أن هناك أكثر من مليون لدغة عقرب يتم تسجيلها كل عام، وذلك عبر 1500 نوع من العقارب السامة، من بينها 30 نوعاً عادة ما تكون سميتهم قاتلة بشكل مباشر.

فالحق أن الحشرات منها ما هو مؤذ منها بطبعه مثل العقرب الذي يهاجم من يصطدم به، وكما يعلم الجميع أن العقرب لصغر حجمه ربما لا يلاحظه الإنسان فيلمسه دون قصد منه، فيتحول العقرب إلى آلة عدوان، وينفث سمه في جسد هذا الإنسان الذي لم يقصد إيذائه، كما أن الأطفال والصغار ربما لفرط نشاطهم وحركتهم ولعبهم في السن الصغير يصطدمون بهذه الكائنات الصغيرة الحجم بغير وعي بوجودها وبدون قصد، وربما يمسكون بها بغرض الاستكشاف وليس الاعتداء فيصابون بلدغاتها القاتلة وفي الحديث: «لعَنَ اللهُ العقربَ، لا تدَعُ مُصلِّيًا ولا غيرَه، أو نبيًّا ولا غيرَه إلَّا لدَغَتْهم»، فالمصلي عندما يخشع في صلاته قد لا يلاحظ العقرب؛ فيصطدم به بلا قصد فيتحقق الضرر من العقرب؛ لذا أمر النبي ﷺ من لاحظ وجود العقرب أن يبادر بدفع أذاه.

* هل قتل العقرب له شروط أم أنه على الإطلاق؟

في رده قال الباحث الشرعي إنه اشترط بعض الفقهاء لجواز قتل العقرب أن يقصد القاتل بالقتل دفع الإيذاء عن نفسه أو عن غيره، ولا يكون فعله هذا بقصد العبث والمزاح بقتل هذا الحيوان، وإلا منع من قتلها.

* لماذا كان الرسول ﷺ لا يحبذ أن يموت الإنسان لديغا؟

في رده، قال سلامة، في سنن أبي داود عن أبي اليسر أن رسول الله ﷺ كان يدعو: (وأعوذ بك أن أموت لديغا).

ولعل الحكمة من استعاذته من الموت بهذه الحالة أن يعلمنا أن بعض الناس الذين يموتون بتلك الطرق قد لا يستطيعون استدراك ما فاتهم من التوبة إلى الله؛ لأنها من موت الفجأة، وربما البعض الآخر إذا أصيب بهذه اللدغات القاتلة لا يصبر عليها ويصيبه الجزع ويتكلم بكلام لا يرضي الله فيختم له بالسوء.

* هل من مات بلدغ العقرب له أجر؟

قال سلامه، نسأل الله تعالى لكل مريض وكل مصاب أن يخفف الله عنه، كما نسأل الله لكل متوفى أن يشمله الله بعفوه ورحمته وكرمه، وقد ورد عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه، أو بأي حتف شاء الله، فإنه شهيد وإن له الجنة)، وإن ضعف بعض العلماء الحديث إلا أننا نرجو من الله لهم أجر الشهيد بإذن الله تعالى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان