صحابي قبّل رأس "ملك الروم" وعاد لـ"عمر بن الخطاب" فقبّل رأسه.. فما هي قصته؟
كتبت – آمال سامي:
كان الصحابة رضوان الله عليهم يختارون إيمانهم وإسلامهم وسلامة الرسول صلى الله عليه وسلم بالدنيا وما فيها، فكانوا أكبر تطبيق لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.
ونماذج ذلك كثيرة منها ما فعله الصحابي عبد الله بن حذافة السهمي إذ وقع أسيرًا يومًا لدى الروم، فذهبوا به إلى ملكهم، فقالوا له: إن هذا من أصحاب محمد، فأراد الملك أن يختبره، فقال له: هل لك أن تتنصر وأعطيك نصف مالي؟ فقال: لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما تملك العرب ما رجعت عن دين محمد طرفة عين، قال: إذا أقتلك، قال: أنت وذاك.
وهكذا اختار السهمي دينه على الدنيا ومالها، وبالفعل نفذ ملك الروم تهديده، فأمر به فصلب، وقال للرماة أرموه قريبًا من بدنه، وهو يعرض عليه عروضه ويظل يأبى، فأنزله من مصلبه ودعا له بقدر فصب فيه ماء حتى احترقت، ودعا بأسيرين فألقى فيه أحدهما وهو يعرض النصرانية وهو يأبى، ثم بكى عبد الله فقيل للملك أنه بكى، فظن أنه قد جزع، وسيقبل عرضه، لكنه حين طلبه قال له: هي نفس واحدة تلقى الساعة فتذهب، فكنت أشتهي أن يكون بعدد شعري أنفس تلقى في النار في الله، فقال له الملك: هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك؟ فسأله السهمي أن يترك جميع الأسرى أيضًا فقبل، فقبل رأسه وقدم بالأسرى على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخبره بما حدث، فقال عمر: حق على كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة وأنا ابدأ، فقبل رأسه عمر.
وعبد الله بن حذافة رضي الله عنه صحابي جليل، أحد السابقين الذين هاجروا إلى الحبشة، وكان رسولًا للنبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى، وقد روى تلك القصة الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء"، وذكر أن "أهل قيسارية" هم من أسروا ابن حذافة، ورجح الذهبي إسلام هذا الملك سرًا مستدلًا بذلك على مبالغته في إكرام ابن حذافة، قائلًا: "فمن أسلم في باطنه هكذا فيرجى له الخلاص من خلود النار، إذ قد حصل في باطنه إيمانا"، وقد مات ابن حذافة في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهما.
فيديو قد يعجبك: