خاص| بعد انتحار موظف بسبب شعوره بالظلم.. باحث أزهري يوضح حكم المنتحر وجزاء من دفعه
كتب- محمد قادوس:
"ما حكم المنتحر الذي سبب له مديره في العمل ضغطا نفسيا وشعورا بالظلم.. وما حكم هذا المدير وهل يقع عليه الإثم؟".. سؤال تلقاه مصراوي وطرحه على الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، الذي أكد ان الانتحار جريمة بشعة وذنب كبير، مستشهدا في ذلك بقول الله- تعالى- "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا".
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
ونصح الباحث الشرعي، في حديثه لمصراوي، بأنه مهما كانت ضغوط الحياة فإن المسلم لا بد أن يتحملها بثقة في الله وفي فرجه ورحمته، مستشهدا في ذلك بحديث ورد عن أبي يحيى صهيب بن سنان قال: قال رسول الله ﷺ: عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، رواه مسلم.
وأشار سلامة أن الله تعالى يجعل لكل إنسان من الأحداث ما يكون سببا لرفع الدرجات، ومغفرة الذنوب، وتكثير الحسنات.
وحول حكم المنتحر، بين الباحث الأزهري أنه على رغم أن المنتحر ذنبه كبير جدا إلا أنه مسلم يغسل ويكفن ويصلى عليه وندعو له بالمغفرة والرحمة.. أما المدير الذي يدفع بتصرفاته الموظف إلى الانتحار فيكون على أقسام:
* إن كان يؤدي عمله بلا ظلم للموظف ولا هضم لحقوقه ولا انتقاص من قدره، فإننا نطلب منه أن يعامل الموظفين برفق لا يشوبه ضعف، مستشهدا في ذلك بقول الله-تعالي-في سورة الشعراء،" وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ".
وعن أَبي يَعْلَى مَعْقِل بن يَسَارٍ قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول: مَا مِن عبدٍ يسترعِيهِ اللَّهُ رعيَّةً، يَمُوتُ يومَ يَموتُ وهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ علَيهِ الجَنَّةَ متفقٌ عليه.
* أما إن كان المدير متعسفا أو ظالما وهو سبب في يأس الموظف فإن هذا المدير آثم لظلمه وتعسفه وعن أَبي يَعْلَى مَعْقِل بن يَسَارٍ قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول: مَا مِن عبدٍ يسترعِيهِ اللَّهُ رعيَّةً، يَمُوتُ يومَ يَموتُ وهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ علَيهِ الجَنَّةَ متفقٌ عليه.
وفي روايةٍ: فَلَم يَحُطْهَا بِنُصْحهِ لَمْ يجِد رَائِحَةَ الجَنَّة.
وقد يتحقق فيه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم المروي عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقُولُ في بيتي هَذَا: اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ رواه مسلم.
ونصح سلامة كل من يسر الله له أن يكون مديرا في مكان أن يكون ناصحا لمرؤوسيه رحميا بهم مع الحزم، حيث قال رسول اللَّه ﷺ: كُلُّكُم راعٍ، وكُلُّكُمْ مسؤولٌ عَنْ رعِيَّتِهِ: الإمامُ راعٍ ومَسْؤُولٌ عَنْ رعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أهلِهِ وَمسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرأَةُ راعيةٌ في بيتِ زَوجها وَمسؤولةٌ عَنْ رعِيَّتِها، والخَادِمُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وكُلُّكُم رَاعٍ ومسؤُولٌ عَنْ رعِيَّتِهِ متفقٌ عَلَيْهِ.
فيديو قد يعجبك: