لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قصة قوم لوط ولماذا شدد الإسلام حكم الشذوذ؟.. الإفتاء تؤكد حرمته وهذا رأي علي جمعة

07:22 م الجمعة 03 ديسمبر 2021

علي جمعة

كتبت – آمال سامي:

" ابتدعوا فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من بني آدم، وهي إتيان الذكران من العالمين، وترك ما خلق الله من النسوان لعباده الصالحين" يصف ابن كثير في البداية والنهاية قوم لوط ومعصيتهم الكبرى، وكيف أنهم كانوا أول من فعل هذه الفاحشة من بني آدم، بعد تصدر قصة قوم لوط تريند موقع التواصل الاجتماعي تويتر أمس، ويعرض مصراوي في هذا التقرير قصة قوم لوط وسر العذاب الذي أرسله الله عليهم وسبب تشدد الإسلام في تحريم الشذوذ..

قصة قوم لوط عليه السلام

قوم لوط هم أناس كانوا يعيشون في مدينة سدوم، بجنوب البحر الميت، وهي تقع في الحدود بين فلسطين والأردن، يقول ابن كثير أن الله سبحانه وتعالى أرسل إليهم لوطًا عليه السلام ليدعوهم لعبادة الله وحده وينهاهم عن تلك الفواحش والمحرمات، ولكنهم تمادوا في طغيانهم، ليحل بهم العذاب وأصبحوا عبرة فيما بعد للعالمين.

وذكرت قصة قوم لوط عليه السلام في أكثر من موضع في القرآن الكريم، فذكرت في سورة الأعراف في قوله تعالى: " وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ"، وقال تعالى في سورة هود: " وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ

قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ * قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ * قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ"، وغيرها من الآيات.

لم يستجب أي أحد من قوم لوط إلى دعوة نبيهم، بل استضعفوا لوطًا وأهله وهموا بإخراجه من قريتهم، وقالوا له "ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين"، ساخرين من تحذيره لهم، وبعدما دعا لوط عليه السلام الله سبحانه وتعالى ليوقع العذاب بالكافرين، مرت الملائكة أولًا على قرية إبراهيم عليه السلام ليبشروه بابنه إسحاق وابنه يعقوب عليهما السلام، وأخبروه أنهم جاءوا ليوقعوا العذاب قوم لوط، وحاور إبراهيم عليه السلام الملائكة خوفًا على ابن اخيه لوط عليه السلام، لتطمئنه ان الله سبحانه وتعالى سينجيه وبناته، ويهلك باقي قومه ومن بينهم زوجته لأنها لم تؤمن به، وأيضًا افشت الملائكة حين جاءوا لسيدنا لوط عليه السلام لقومها.

كان الملائكة قد تنكروا في صورة رجال جميلي الخلقة، وحين علم قوم لوط أن لوطًا يستضيف في منزله رجال حسني الخلقة، ذهبوا إليه ليفاوضوه على ضيوفه، فلما رأت الملائكة ذلك، أخبروا لوطًا أنهم ملائكة ولن يستطيع أحد إيزاءهم، ليطالبوه بالخروج من القرية مع أهله ليلًا وألا يلتفت خلفه، ورُوي أنّ جبريل -عليه السلام- قَلَبَ قرى قوم لوط بريشةٍ من جناحه، وقيل: إنّ قرى قوم لوط كانت أربع أو خمس قرى، حيث قدّر ساكنيها بأربعمائةِ ألفٍ، حيث سمع أهل السماء نباح كلابهم وأصواتهم عند حلول العذاب بهم، فصار عاليها سافلها، وأُرسل عليهم صيحةً ومطراً من الحجارة تتبع بعضها بعضاً، وقيل: إنّ كلّ حجر مكتوب عليه اسم الرجل الذي سيقتله، وكانت زوجة لوط قد خرجت معه أيضاً، إلّا أنّها عندما بدأ العذاب يحلّ بالكافرين سمعت أصواتهم وصراخهم فالتفتت تصرخ وا قوماه.

حكم الإسلام في الشذوذ الجنسي

أصدرت دار الإفتاء المصرية عدة فتاوى شددت فيها على حرمة الشذوذ الجنسي ووصفته بـ "الفعلة الشنيعة"، فذكرت في إحداها أن الشذوذ الجنسي محرم تحريمًا قطعيًا لما يترتب عليه من مفاسد، وأوصت الدار أن من كان لديه ميل للشذوذ عليه أن يبحث عن طبيب مختص ويحاول العلاج من هذا المرض، مؤكدة أن كافة الأديان السماوية رفضت المثلية الجنسية باعتبارها خروج عن القيم الدينية الراسخة عبر تاريخ الأديان كلها.

وفي حوار سابق مع مصراوي أكد الدكتور محمود الهواري عضو المكتب الفني لوكيل الأزهر، أن الشذوذ الذي يقع بين الرجل والرجل، أو بين المرأة والمرأة فعلة نكراء، لا يقبلها دين، ولا فطرة سوية، ولا ينبغي أن يسوغ هذا التصرف تحت اسم الحرية الشخصية، فهذا في الشرع إما لواط، أو سحاق، وكلاهما ليس من أخلاق المسلمين، مؤكدًا أنه لا ينبغي أن يكون موجودًا في المجتمع المسلم، ونصح الهواري من ابتلي بمثل هذه "القاذورات" عليه أن يتوب إلى الله أولًا، وأن يستر نفسه، وأن يستره من يعرف من أهله أو أصحابه.

وقال الهواري إن من تمام التوبة، ومن تمام الستر أن يلجأ إلى المختص من أطباء وإخصائيين نفسيين، مؤكدًا أن تسمية اللواط أو السحاق باسم المثلية الجنسية لا ينفي الحرمة عنه، بل إن الشذوذ الجنسي بالمعنى المعاصر أشد حرمة من اللواط والسحاق، وأشد خطرًا على المجتمعات، فالشذوذ الجنسي هو انتكاسٌ للفطرة الإنسانية، وانحرافٌ خطيرٌ عن سنن الله عز وجل.

ووصف الجفري الشذوذ الجنسي بأنه "الجريمة الأعظم" فهو نكوص عن الفطرة بشرعنة القذارة التفاخر بها ورفض الطهارة، فقال قوم لوط عنه وأهله: "أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"، وفرق الجفري بين الرحمة بالمبتلى بالمعصية وبين التساهل والإقرار بالمجاهرة بفعلها وتقنينها وشرعنتها، قائلًا أن سيدنا إبراهيم عليه السلام حين نظر إليهم بعين الرحمة وطلب من الله إمهال قوم لوط، قال تعالى: " يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ".

وأكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في فتوى سابقة له، أن الإسلام لا يعترف بالشذوذ الجنسي وينكر الزنى ويرفض كل علاقة جنسية لا تقوم على نكاح صحيح، مؤكدًا أن الشذوذ محرم وهو من أكبر الكبائر، مؤكدًا أن أرتكاب مثل هذه المخالفات يدمر الاجتماع البشري ويؤذن بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة ويمثل فسادًا كبيرًا في الأرض، وهو أمر يجب مقاومته ونصح القائمين عليه وبيان آثاره السيئة.

موضوعات متعلقة:

بالصور| بعد 4 أعوام على اكتشافها.. مدينة قوم لوط كانت تشبه "مصر"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان