أبرزهم عبلة الكحلاوي والصابوني وحافظ سلامة.. علماء وفقهاء رحلوا في 2021

كتبت – آمال سامي:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"...وقد فقدت الأمة الإسلامية في عام 2021 عددًا من علماءها ومفكريها في أقطارها المختلفة، ولعل من أبرزهم علماء الحديث وتفسير القرآن الكريم، وفي السطور التالية نوضح ابرز العلماء الذين فقدتهم الأمة في هذا العام وأبرز المعلومات عنهم.

عبلة الكحلاوي

في الرابع والعشرين من يناير وفي بداية 2021 فقدت الأمة الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي، الداعية الإسلامية وأستاذة الفقه بجامعة الأزهر، بعد إصابتها بفيروس كورونا، وكانت الكحلاوي قد قدمت الكثير من الأعمال في المجال الدعوي والخيري، وقد بدأت التدريس الجامعي وتولت رئاسة قسم الشريعة بكلية التربية للبنات في مكة، وأعطت هناك دروسًا يومية للنساء في الحرم المكي الشريف لمدة عامين ما بين 1987 و1989، وحين عادت للقاهرة تابعت دروسها الدينية في مسجد أبيها بالبساتين، وكذلك بمسجد الشيخ محمود خليل الحصري بالسادس من أكتوبر، وشاركت في العديد من البرامج الدينية.

وفي الخامس عشر من مايو عام 2010، بدأت عبلة الكحلاوي العمل على مشروعها الخيري بجمعية خيرية إسلامية تحتوي على دار للمسنين والأرامل واليتامى والمطلقات تحت اسم "الباقيات الصالحات"، وتفرغت تمامًا لها في سنواتها الأخيرة، لتكون آخر وصاياها الاستمرار في عمل الجمعية وعدم إغلاقها وتكثيف العمل الخيري فيها.

علي جابر

هو داعية وعالم دين يمني يحمل الجنسية الأندونيسية، وهو أحد أعضاء لجنة تحكيم برنامج حافظ باندونيسيا، ولد في المملكة العربية السعودية في 3 فبراير 1973، وأتم حفظ القرآن الكريم في العاشرة، وتتلمذ على يد عدد من كبار المشايخ أبرزهم الشيخ خليل عبد الرحمن والشيخ محمد رمضان الدهلوي، وحصل على اجازة برواية حفص عن عاصم، تعرض لمحاولة اغتيال في أندونيسيا أثناء إلقاء إحدى محاضراته في إقليم لامبونغ في سبتمبر 2020 ولكن تم القبض على الجاني، وفي الرابع عشر من يناير 2021 توفي متأثرًا باصابته بفيروس كورونا، ودفن بمعهد دار القرآن بمحافظة تانغرانغ بجنوب جاكرتا.

ثناء الله المدني

هو أحد أبرز علماء الحديث في باكستان في العصر الحديث، ويلقب بالحافظ في بلاده، واسمه ثناء الله بن عيسى خان بن إسماعيل خان الكلسوي ثم اللاهوري، ولد في قرية كلس قرب مدينة لاهور عام 1940م، وتخرج بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، أخذ علمه عن عديد من رجال العلم في باكستان والسعودية، منهم الحافظ عبد الله الروبري في باكستان، وقرأ القرآن الكريم على تاج الدين الحنفي، وفي المدينة تتلمذ على يد ابن باز والألباني ومحمد الأمين الشنقيطي وغيرهم، وكان يلقب بمفتي لاهور، وله نشاط كبير في التدريس والدعوة، ومن مؤلفاته "الفتاوى" في أربعة مجلدات، وجائزة الأحوذي في التعليقات على شرح الترمذي، توفي في السابع من فبراير عام 2021م.

محمد علي الصابوني

في صباح يوم التاسع عشر من مارس 2021 توفى العلامة السوري الشيخ محمد علي الصابوني، الفقيه المفسر، صاحب كتاب "صفوة التفاسير"، والذي اختير عام 2007 ليكون شخصية العالم الإسلامية من قبل جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وعلى الرغم من ميلاده في مدينة حلب السورية عام 1930م ونشأته فيها إلا أنه تابع دراسته في الأزهر الشريف بعد ذلك، إذ أرسلته وزارة الأوقاف السورية إلى القاهرة ليكمل دراسته الشرعية على نفقتها الخاصة، لينتسب بكلية الشريعة جامعة الأزهر حتى تخرج منها عام 1952م، ثم تخصص في القضاء الشرعي عام 1955م وبعدها عاد إلى حلب، وهناك عمل في عدد من مدارسها الثانوية ومدارس المعلمين حتى سافر إلى السعودية ليكون أستاذا بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بمكة، واستمر في التدريس بها حوالي 28 عامًا.

كان الصابوني مستشارًا لهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة برابطة العالم الإسلامي، حتى تفرغ بعدها للتأليف والبحث العلمي، ومن أبرز مؤلفاته: المواريث في الشريعة الإسلامية، وصفوة التفاسير، والمهدي وأشراط الساعة، وروائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن، وشبهات وأباطيل حول تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم.

مصطفى مسلم

هو عالم سوري تخصص في التفسير من مواليد احد مدن مدينة حلب السورية، وهو من أبرز علماء التفسير في العصر الحديث، وأشرف على موسوعة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، حصل على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق 1965م، وماجستير في التفسير وعلوم القرآن من كلية أصول الدين بالأزهر عام 1969م، وكذلك حصل على الدكتوراة أيضًا في تخصص علوم القرآن الكريم برسالة بعنوان إعجاز القرآن الكريم، وعمل مدرسًا وأستاذًا في العديد من الجامعات الإسلامية في العالم العربي، وكانت آخر مناصبه رئاسة جامعة الزهراء بمدينة غازي عنتاب بجنوب تركيا منذ عام 2014م.

له العديد من المؤلفات التي تبلغ 90 كتابًا وبحثًا أبرزها موسوعة التفسير الموضوعي، ومنها مناهج المفسرين (التفسير في عهد الصحابة)، المعجزة والرسول في ضوء سورة الفرقان، وقد توفي الدكتور مصطفى مسلم في الخامس من رمضان الموافق 17 أبريل 2021م في تركيا متأثرًا بإصابته بكورونا.

حافظ سلامة

في السادس والعشرين من أبريل عام 2021 فقدت محافظة السويس أحد أبرز أعلامها متوفيًا إثر اصابته بفيروس كورونا، وهو الشيخ حافظ سلامة، بطل وقائد المقاومة الشعبية في مدينة السويس وأحد رموز العمل الخيري بها، وقد ولد الشيخ حافظ علي أحمد سلامة بالسويس في ديسمبر 1929م في أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر، وكان له دور سياسي واجتماعي بارز في ظل الاحتلال الانجليزي إذ دعم العمليات الفدائية والمقاومة الشعبية في السويس، وكذلك لعب دورًا كبيرًا في التوعية الدينية لظباط وجنود الجيش في حرب أكتوبر 1973م، وكذلك قاد عمليات المقاومة الشعبية في السويس في 22 أكتوبر 1973م أثناء ثغرة الدفرسوار.

محمد أبو ليلة

هو داعية ومفكر إسلامي وأستاذ جامعي مصري، درس بجامعة الأزهر وتخرج من كلية أصول الدين بها، وحصل على الماجستير من جامعة الأزهر والدكتوراة من جامعة إسكتر بالمملكة المتحدة في مقارنة الأديان عن موضوع النصرانية من وجهة نظر الإسلام، عرف أبو ليلة بلقب "مترجم القرآن الكريم"، إذ قدم الكثير من الترجمات الدينية والمؤلفات ومن ابرزها ترجمة كتاب "المنقذ من الضلال" للإمام الغزالي إلى اللغة الإنجليزية، وقد توفي أبو ليلة في صباح الأحد 30 مايو 2021.

عبد القادر الصوفي

هو داعية وصوفي وكاتب ديني اسكتلندي وشيخ الطريقة الدرقاوية الشاذيلية القادري، وكان كاتبًا مسرحيًا وممثلًا قبل أن يعتنق الإسلام عام 1967 بجامعة القرووين بفاس في المغرب، وهو مؤسس حركة المرابطين العالمية، وقد أعتنق الإسلام على يد عبد الكريم الداودي وامام وخطيب مسجد القرويين وعلال الفاسي، ويدعو عبد القادر إلى التمسك بالمدرسة الشرعية الأصلية للإسلام وكان يرى أن الإرهاب الانتحاري محرم في الشريعة الإسلامية، ومن تلامذته الصوفي الأمريكي حمزة يوسف، وقد توفي عبد القادر في أول أغسطس 2021.