أمران لا يقبل العمل إلا بهما.. علي جمعة يشرح "أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ"
كتبت - آمال سامي:
في لقائه ببرنامج والله أعلم المذاع على قناة سي بي سي الفضائية، تحدث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، حول فكرة الدعوة إلى الله على بصيرة في قوله تعالى: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ"، وهل يمكن ان تكون هناك دعوة على غير بصيرة، فذكر جمعة أن الأعمال لا يقبلها الله إلا بشرطي الإخلاص والصواب.
وروى جمعة قول الفضيل بن عياض وكان من العابدين الاتقياء ان الله لا يقبل العمل إلا بالإخلاص والصواب، مضيفًا أن العبد يجب ان يراعي في عمله الأمرين، فمن الممكن ان يكون العمل على صواب لكن لا يكون فيه اخلاص، وضرب جمعة مثالًا على ذلك أن أحدهم قد يقيم مؤسسة للعمل المدني وهدفه المجد والشهرة لا وجه الله، مثل عبد الله بن جدعان عندما كان يطعم ضيوف مكة، فكان رسول الله عندما يتذكره يضحك، فكان عنده قصعة ضخمة للغاية يصنع فيها الثريد لضيوف الرحمن، فيقول رسول الله انه ليس في الجنة، فلم يقل قط رب أغفر لي، فعن عائشة رضي الله عنها: قُلْتُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ ابنَ جُدعانَ في الجاهليَّةِ كان يَقري الضَّيفَ ويُحسِنُ الجوارَ ويصِلُ الرَّحِمَ فهل ينفَعُه ذلك ؟ قال: " لا إنَّه لم يقُلْ يومًا قطُّ: اللَّهمَّ اغفِرْ لي خطيئتي يومَ الدِّينِ ".
وأشار جمعة إلى أن الآن هناك الكثير من الجهات التي تقدم العمل الخيري ومنهم بيل جيتس على سبيل المثال، ولا يعرف نوايا هؤلاء لكن لا يمكن رفض العمل الخيري الذي يقومون به بصرف النظر عن نواياهم، فالنبي فقط من كان يعلم ذلك بالوحي، "كل واحد مع نيته مع ربنا لكن انا معرفش"، لكننا علمنا من النبي أن العمل يجب ان يكون لله حتى يقبل، وقال جمعة ان البعض قد يكون لديه اخلاص لكنه لا يفعل الصواب مثل النابتة، ولذلك إذا كان هناك إخلاص وصواب يكون الخير والعمل صالحًا إما إذا فقد عنصرا من الاثنين فلن يقبل.
فيديو قد يعجبك: