خالد الجندي لـ"مصراوي": يجوز للزوجين الاتفاق على منع الحمل مطلقًا
كتبت- آمال سامي:
أطلقت دار الإفتاء المصرية مؤخرًا هاشتاج #تنظيم_النسل_جائز، وأكدت الدار عبر صفحاتها الرسمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن القائم بتنظيم النسل أو مؤيده ليس متدخلًا في قدر الله أو معترضًا عليه لأنه من باب الأخذ بالأسباب، ولفتت إلى أن الكثرة من غير قوة داخلة في الكثرة غير المطلوبة والتي هي كغثاء السيل، لكن يلتبس على البعض الحديث حول تنظيم النسل وتحديده، فهل يختلف كل منهما على الآخر في الحكم الشرعي؟
وفي حديث خاص لـ"مصراوي"، أوضح الدكتور خالد الجندي، عضو مجلس الشئون الإسلامية، الفارق بين تنظيم النسل وتحديده وموقف الشرع منه، حيث ذكر أن تنظيم النسل هو إيجاد فترة تباعد بين الحمل والذي يليه بحيث يتيح للحمل الأول الفرصة في الرضاعة والفطام والعناية الأولية، أما التحديد فهو عدم السماح مستقبلًا باستقبال مولود جديد، بإزالة الرحم أو ربط المبايض أو بوسائل تعقيم أخرى لا يعلمها إلا الأطباء.
أما عن فكرة الاكتفاء بطفلين أو طفل واحد أو غيره، يقول الجندي إن العلماء انقسموا فيها إلى فريقين، فريق يقول بالمنع لعدم جواز التحديد، وفريق يرى الجواز لأنها من باب التنظيم.
ويرى الجندي الجواز لأن الإنجاب يندرج تحت الأحكام الخمسة وهي الوجوب والندب والإباحة والكراهة والتحريم بحسب حالة كل إنسان، فما كان مباحًا عند واحد من الناس قد يكون واجبًا أو مندوبًا عند الآخر.
"الذي أراه أن الاكتفاء بطفل أو طفلين فقط هو نوع من أنواع الإباحة"، وأوضح الجندي أن الحكم أساسًا في الزواج أنه قد يكون مباحًا أو مستحبًا فليس بالضرورة أن يكون واجبًا: "فكيف يكون الأمر في الزواج بأنه مباح ويكون ما يترتب عليه مثل الإنجاب واجبًا؟" وأكد الجندي أن دار الإفتاء المصرية ومشيخة الأزهر أجازت تحديد الإنجاب بطفل أو طفلين.
أما حديث تناكحوا تناسلوا وقول البعض أنه يتعارض مع فكرة تنظيم النسل أو تحديده، يقول الجندي إنه يتعارض في ظاهره مع قول النبي صلى الله عليه وسلم ستكونون كثارى ولكن كغثاء السيل، أي لا قيمة للكثرة، مؤكدًا أن بالجمع بين الحديثين نفهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقصد الكثرة المنتجة التي تضيف للإسلام وللحضارة الإنسانية، فالمقصود الكثرة المنتجة لا العددية، ويؤيد ذلك –حسبما يرى الجندي- أن كل آيات القرآن التي وردت فيها الكثرة، يمدح القلة ويذم الكثرة، فيقول: "وقليل من عبادي الشكور"، ويقول: "ولكن أكثر الناس لا يعلمون" و"أكثرهم لا يهتدون"، فيمدح القلة ويذم الكثرة، فيقول الجندي إن كل الآيات التي فيها كثرة يتعامل معها القرآن بعدم التوقير أي بالذم، أما القلة فيتعامل معها بالاحترام والتقدير، وهو ما يدل على أن العبرة في العدد الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم هو الكيف وليس الكم.
وأكد الجندي أن حديث تناكحوا تناسلوا لا يعني أن الأعزب سيدخل النار يوم القيامة، مؤكدًا أن الأمة قد فهمت هذا الأمر أنه لمن أراد وسمحت ظروفه بالزواج، ولكن هناك أناس لم تسمح ظروفهم بالزواج، كالإمام بن تيمية والإمام النووي وكسيدنا يحيى، وكانوا عزابًا لا زوجة لهم ولم خالفوا القرآن ولم يهددهم القرآن بوعد ووعيد: "فإذا الأمر في كلمة تناكحوا على التخيير، فهل يكون الأمر بالإنجاب على الإلزام؟!"، وأضاف الجندي أنه إذا كان الزواج مرتبط بالظروف والأحوال فالإنجاب كذلك.
وأشار الجندي إلى إنه في حال اتفاق الزوجين على عدم الإنجاب قبل الزواج واشترطا ذلك في العقد فالشرط صحيح والعقد صحيح، فيجوز أن يتفق الزوجان على عدم الانجاب مطلقًا أو على الاكتفاء بمولود واحد أو اثنين.
فيديو قد يعجبك: