من هم "الربانيون" الذين ذكروا في القرآن الكريم؟
كتبت – آمال سامي:
يقول تعالى في سورة المائدة في الآية 44: " إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ" وفي فيديو نشرته قناة تفسير، شرح الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدراسات القرآنية السعودي، معنى قوله تعالى: "الربانيون" في الآية السابقة.
فيقول البكري إن رب في اللغة تعني أصلح ومنها أخذت كلمة التربية، وهي الاصلاح المستمر والاصلاح حال بعد حال، فالربانيون نسبة إلى الرب أو الربان، وأشار البكري إلى قول المفسرون أن أفضل ما فسرت به هذه الكلمة هو أن الرباني تعني العالم والفقيه، الذي يجمع إلى العلم وإلى الفقه حسن التدبير وحسن السياسة والتربية والإصلاح لمن تحت يده، وهو الذي يربي تلاميذه بصغار العلم قبل كباره فيتدرج بهم في التعليم، وأشار البكري إلى أن منهج الربانيون هذا هو من صفة الأنبياء والعلماء الراسخين في العلم فهم ربانيون، وكأن منهحهم هذا منسوب إلى الرب لأنه يربي عباده شيئًا في شيء ويتدرج في تربيتهم.
وفي تفسيره يقول الطبري إن تلك الآيات نزلت في ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، في حكمه على الزانين المحصنين من اليهود بالرجم، وفي تسويته بين دم قتلى النّضير وقريظة في القِصاص والدِّية، ومَنْ قبل محمد من الأنبياء يحكم بما فيها من حكم الله، وأشار الطبري إلى أن الربانيون هم العلماء والحكماء البصراء بسياسة الناس وتدبير أمورهم والقيام بمصالحهم، ويذكر الطبري في تفسيره قول بعض أهل التأويل أن الربانيين والأحبار في هذا الموضع هما ابنا صوريا اللذان أقرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحكم الله تعالى في التوراة على الزانين المحصنين.
فيديو قد يعجبك: