مجدي عاشور: بإمكان من لا يجيد قراءة القرآن الكريم أن يلتمس نوره ويحشر مع قرائه
كتبت – آمال سامي:
"خذ من القرآن الكريم ما شئت لما شئت لأنه كله أنوار"، هكذا تحدث الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ومستشار فضيلة مفتي الجمهورية، في "حديث الروح" المذاع على القناة الأولى المصرية، حيث قدم عاشور في تلك الحلقة طريقة تضمن للمسلم أن يلتمس النور من القرآن الكريم بعنوان "كيف تقرأ القرآن؟"، وأوضح عاشور أن العبد قد يقرأ القرآن الكريم ويحفظه لكنه لا يشاهد النور، فلن يشاهده إلا إذا تتبع ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأوضح عاشور أن درجة العبد في الجنة مرتبطة ارتباط كبير بنظره في كتاب الله، ففي حديث البخاري يقال لقارئ القرآن في الجنة: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها، أي ان درجة العبد في الجنة على درجة قراءته لكتاب الله، لكن إذا كان لا يجيد القراءة والكتابة أو التجويد، فلا يحرم من القرآن أيضًا فحتى يتعلم يقرأه كما يجيد، وروى عاشور حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران"، أي ان من يقرأ القرآن بمشقة ولا يستطيع ضبط التجويد أو التشكيل وهو صعب عليه فله أجر القراءة واجر المشقة، وأكد عاشور أن في الشريعة ليس هناك مشقة لله بدون أجر، فإذا تعب العبد فيما لا يجيده لله فسوف يعطيه أجرًا على ذلك.
أما من لا يستطيع القراءة من الأساس، فيقول مجدي عاشور إنه مازال بإمكانه أن يكون وسط قراء القرآن الكريم، ذاكرًا الأثر الذي يقول أن النظر للمصحف عبادة، فمن لم يستطع أن يحفظ أو يقرأ ممكن أن يسمع من المذياع أو ينظر إلى الكلمات في المصحف، ويعمل كل حواسه، فيسير بإصبعه على الكلمات ذاكرًا الله، فهو بذلك فعل ما في استطاعته فيقبل عند الله عز وجل، بل الأكثر من ذلك، يقول عاشور إنه على من يحفظ القرآن عن ظهر قلب أن يفتح المصحف فيحرك لسانه وينظر بعينيه إلى المصحف ويشير إلى الكلمات بيده ويسمعه بالأذن حتى يتذوق طعم القرآن.
وأشار عاشور إلى حديث فيه ضعف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فيه صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن ثم مات قبل أن يستظهره، أتاه ملك فعلمه في قبره فيلقى الله وقد استظهره"، ونصح عاشور المسلمين في نهاية حديثه أن يديموا النظر في كتاب الله ويشيروا إليه ويستمعوا إليه حتى تكون كل جارحة من جوارحهم شفيعة لهم بالقرآن يوم القيامة.
فيديو قد يعجبك: