أول من اخترع "الروبوت".. الإمام القرافي الفقيه الذي برع في علم "الحِيل"
مجسم على شكل ساعة لحساب الوقت
كتب- محمد علي شرباش:
بلغت الحضارة الإسلامية مبلغا راقيا، وقد أبهرت وقف العالم بمنجزاتها ومخترعاتها؛ فقد عرفت الحضارة الإسلامية علم الميكانيكا، وقطعت فيه أشواطا طويلة من التطور والتميز.
وكما عدّ علماء الإسلام- الفقه رياضة الدين؛ فقد كان له عظيم الأثر على العلماء المسلمين؛ فها هو العالم الجليل، فقيه الإسلام، الإمام القرافي يصنع روبوتا، وساعة عجيبة؛ ليعرف من خلالها التوقيت ساعة بساعة على طراز بديع ودقيق.
• فمن هو الإمام القرافي؟
هو أبوالعباس أحمد بن إدريس بن عبدالرحمن الصنهاجي المصري، ويلقب بـ"شهاب الدين". عاصر الإمام القرافي نهاية الدولة الأيوبية وبداية دولة المماليك، فقد ولد بمصر سنة 626 هجرية، وتوفي سنة 684 هجرية، عن عمر يناهز 58 عاما، وله العديد من المؤلفات في علوم الشريعة الإسلامية والردود على الشبهات.
• مكانته:
قال عنه الإمام الصفدي: "الإمام العالم الفقيه الأصولي.. كان إمامًا في أصول الفقه وأصول الدين عالما بالتفسير وبعلوم أخرى".
وقال برهان الدين اليعمري: "ذكر عن قاضي القضاة تقي الدين بن شكر، قال: أجمع الشافعية والمالكية على أن أفضل أهل عصرنا بالديار المصرية ثلاثة: القرافي بمصر القديمة، والشيخ ناصر الدين بن منير بالإسكندرية والشيخ تقي الدين بن دقيق العيد بالقاهرة المعزية". وجاء في تراجم المؤلفين: "وكان مع تبحره في عدة فنون، من البارعين في عمل التماثيل المتحركة في الآلات الفلكية وغيرها".
• إنجازاته:
وقد كان لهذا العالم باع طويل في علم الميكانيكا، الذي اشتهر عند المسلمين بعلم "الحيل"، كما يبدو ذلك من صنيعه، حيث صنع الإمام القرافي شمعدانا ضخما، وجعل فيه شمعة يتغير لونها في كل ساعة.
كما جعل في هذا الشمعدان أسدا، يُعرف التوقيت من خلال تغير لون عينيه ودرجة هذا اللون، ومع كل ساعة يكون اللون مختلفا.
يقول القرافي في كتابه "نفائس الأصول": "وفي الشمعدان أسد تتغير عيناه من السواد الشديد إلى البياض الشديد، ثم إلى الحُمرة الشديدة، فيعرف التنبيه في كل ساعة".
إضافة إلى أنه جعل في هذا الشمعدان طائرين، يُسقط كل طائر منهما حصاة مع كل ساعة تمضي.
وكان في الشمعدان أيضا 2 روبوت، يتحركان آليا، إذا مرت ساعة انفتح باب في الشمعدان وأغلق باب آخر، ودخل أحد الروبوتات إلى داخل الشمعدان، وخرج روبوت آخر، وعند وقت الفجر يصعد أحد الروبوتات أعلى الشمعدان، ويضع إصبعه في أذنه، إشارة إلى أن موعد صلاة الفجر قد حان، وكل هذه الأشياء تعمل آلياً.
فيديو قد يعجبك:
