هناك بشريات عند الموت.. باحث أزهري يوضح 5 علامات على حسن الخاتمة
كتب- محمد قادوس:
حول علامات حسن الخاتمة ومواقف معينة تحدث بعد الموت يراها الأحياء دلالة على حسن خاتمة ميتهم، تحدث الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الازهر الشريف، قائلا في هذا الأمر إنه لا شك أن التفاؤل من الإسلام وقد حث عليه خير الأنام ﷺ فقد أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الطب عن أبي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ " لاَ طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ".
وأضاف سلامة، عبر حديثه لمصراوي، بأنه لو سمع إنسان كلمة طيبة أو بشرى طيبة فله أن يفرح بها ويستبشر.
وأوضح الباحث الشرعي أن هذا لا يعني أبدًا أن نجزم بأن إنسانًا يدخل الجنة أو يختم له بخير إن سمع أحد آية بعد وفاته، بل يعني أن ندعو له بالمغفرة والرحمة والدرجات العلا من الجنة، وأن نكثر من أعمال البر والإحسان والصدقة عنه؛ لعل الله يتقبل منه صالح عمله ويتجاوز عنه.
وأشار سلامة إلى أن الله- سبحانه وتعالى- قد أخفى عنا مصير المتوفى لحكم لطيفة؛ منها أنه لو أيقن الشخص أنه ناج سيكسل عن العمل ويصاب بالعجب، وإن تأكد أنه معذب فإنه سيزداد بعدًا وذنوبًا، ولذلك كان من رحمة الله إخفاء الخواتيم.
وأوضح الباحث الشرعي بالأزهر أن هناك بعض العلامات التي قد يستدل بها على حسن الخاتمة وهي مختلفة تمامًا عن تصورات بعض الناس ومن علامات حسن الخاتمة:
1-أن يكون آخر كلام الإنسان في الدنيا ذكر الله تعالى وخصوصًا النطق بالشهادتين.
مستشهدا في ذلك بما أخرجه الإمام أحمد في مسنده قَالَ رَأَى عُمَرُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ثَقِيلاً فَقَالَ مَا لَكَ يَا أَبَا فُلاَنٍ لَعَلَّكَ سَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ يَا أَبَا فُلاَنٍ قَالَ لاَ إِلاَّ أَنِّى سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا مَا منعني أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ إِلاَّ الْقُدْرَةُ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إني لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلاَّ أَشْرَقَ لَهَا لَوْنُهُ وَنَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ إني لأَعْلَمُ مَا هي، قَالَ: وَمَا هي قَالَ تَعْلَمُ كَلِمَةً أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ: (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) قَالَ طَلْحَةُ صَدَقْتَ هي وَاللَّهِ هي".
وعن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ".
2-الموت يوم الجمعة أو ليلتها.
مستشهدا في ذلك بما ورد، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النبي ﷺ قَالَ: "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ في يَوْمِ الْجُمُعَةِ" وفي الحديث عن النبي ﷺ: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر" [أخرجه الترمذي] ولا يعني ذلك أن كل من مات يوم الجمعة ينجو ولكن هذه أيضًا من البشريات.
3-أن يوفق الله العبد للعمل الصالح قبل موته كأن يموت وهو صائم أو أثناء الصلاة أو وهو يقرأ القرآن.
مستشهدا في ذلك بما ورد، عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ".
وعَنْ أَبِي عَطِيَّةَ الْوَادِعِيِّ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ ، عَلَى عَائِشَةَ ، فَقُلْنَا : إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ : مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ ، وَالْمَوْتُ قَبْلَ لِقَاءِ اللهِ ، فَقَالَتْ : يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَكُمْ بِحَدِيثٍ لَمْ تَسْأَلُوهُ عَنْ آخِرِهِ وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ : إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدِهِ خَيْرًا قَيَّضَ لَهُ مَلَكًا قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ فَسَدَّدَهُ وَيَسَّرَهُ حَتَّى يَمُوتَ ، وَهُوَ خَيْرُ مَا كَانَ ، فَإِذَا حَضَرَ فَرَأَى ثَوَابَهُ مِنَ الْجَنَّةِ فَجَعَلَ يَتَهَوَّعُ نَفْسَهُ ، وَدَّ أَنَّهَا خَرَجَتْ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ فَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ سُوءًا قَيَّضَ لَهُ شَيْطَانًا قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ فَصَدَّهُ وَأَضَلَّهُ وَفَتَنَهُ حَتَّى يَمُوتَ شَرَّ مَا كَانَ ، وَيَقُولُ النَّاسُ : مَاتَ فُلَانٌ وَهُوَ شَرُّ مَا كَانَ ، فَإِذَا حَضَرَ فَرَأَى ثَوَابَهُ مِنَ النَّارِ جَعَلَ يَتَبَلَّعُ نَفْسَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَا يَخْرُجُ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ " .
4-عرق الجبين عند الموت.
مستشهدا في ذلك بقول رسول الله ﷺ: (موت المؤمن بعرق الجبين) رواه أحمد والترمذي.
5- استشهاد الإنسان وهو يدافع عن دينه أو عرضه أو وطنه.
مستشهدا في ذلك بما رواه مسلم عن النبي ﷺ قال: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان).
فيديو قد يعجبك: