إعلان

مع تداول نبؤات بعض العرافين وحدوثها.. أستاذ بالأزهر يوضح كيف يصدق المنجم: "قد يخبره الجن"

04:13 م الإثنين 14 يونيو 2021

تعبيرية

كتبت – آمال سامي:

كثيرا ما تنداول الأنباء حول تنبؤ أحد العرافين بأمر ما قد وقع بالفعل، سواء حدثًا كبيرًا أو صغيرًا على مستوى دولي أو محلي، فيتداول البعض على السوشيال ميديا نبؤات سابقة للعرافين أو المنجمين بهذه الأحداث، ويرد آخرون "كذب المنجمون ولو صدفوا"...فهل لهذه الجملة أصل شرعي؟ وماذا لو تحققت إحدى النبوءات بالفعل في الواقع بحذافيرها؟ فكيف يعرف العراف أو المنجم هذه المعلومات؟

في حديث خاص لمصراوي، يؤكد الدكتور أحمد النبوي، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن هناك بالفعل حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كذب المنجمون ولو صدقوا، وفي رواية ولو صدفوا، أي تصادف صدقهم، ويقول النبوي أن التنجيم هو علم قائم على معرفة معينة بالنجوم والأخبار وما إلى ذلك، وله مباديء، وهناك بالفعل اتصال بالعالم الروحاني كعالم الجن، وقد تكون لديهم اخبار أو معلومات معينة، فيعرف عن طريقه ما يقول، وهو ما يصف العوام صاحبه بـ "مخاوي جن" .

فهو أمر موجود وليس خرافات أو شعوذة، يؤكد النبوي، ولكنه رغم ذلك يقول إن هذا الأمر قد يستخدم في الخرافات والشعوذة والكذب على الناس وابتزازهم، وإن كان بالفعل لهذا الشخص من الجن من يخبره بهذه الأشياء، ليس هذا فقط، فيقول النبوي أن هناك أيضًا علم كامل يسمى علم النجوم، ويقوم أصحابه عن طريق النظر إلى النجوم ونحوها بمعرفة أشياء تسبق حدوثها، وهو أمر واقع وموجود.

فإن كان كذلك ففيم كان نهي النبي عنه؟ يجيب النبوي قائلًا إن نهي النبي كان لعدم الانسياق لهذا الأمر لأنه في النهاية يؤدي لعقلية الخرافة، والعقلية التي أمر بها الإسلام أتباعه هي عقلية العلم لا الخرافة، وعقلية الخرافة تؤدي لعدم الأخذ بالأسباب، "فإن قيل لنا ان فلان سيموت، فلا نأخذ بهذا الكلام بل نأخذ بالأسباب ونسعى للشفاء، فلو أخذنا بكلام المنجمين فلن فعل أي شيء، وهو ما يؤدي إلى دائرة لا حدود لها من الخرافة والدجل".

ولهذا، يقول النبوي، حذر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين من المنجمين وانه أحيانا قد يصدق تنبؤاتهم وتحدث بالفعل،فلا تجعلوا ذلك مدعاة لأن تعتمدوا عليهم في حياتكم أو تستندوا إليهم بشكل أساسي في حياتكم.

هل مازال الجن يسترقون السمع ويعرفون الأخبار؟

يقول تعالى في سورة الجن: "وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا"، من تفسيرات هذه الآية الشائعة لدى العموم أنه لم يعد هناك جنًا يسترق السمع للأخبار، فلم يعد هناك مجالًا للتنبؤ ومعرفة أي شيء، لكن يقول النبوي أنه مازال هناك جن يستمعون لكن ليس مثلما السابق، فعالم الجن موجود وله طقوسه ويستطيعون الوصول إلى معلومات وأخبار، حسب قوله، وعالم الجن له ضوابطه وقواعده ومعلوماته ووسائله، يقول النبوي: "فبمفهومنا من حيث المعلومات وما إلى ذلك فهو متقدم كثيرًا عنا في نقل المعلومات لسبب واحد فقط، وهو قوله تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ)".

يحذر النبوي من الاهتمام بمثل هذه الأمور، فيقول أنه لا يجب أن يخوض الناس كثيرًا في هذه الأشياء وتكون ضمن اهتمامتهم وأولوياتهم، مؤكدًا أن الإنسان بطبعه دائما يتشوق إلى المجهول ويسعى لمعرفته، فكل ما كان غائبًا عن العين تميل النفس الإنسانية إليه وتهتم أن تعرف عنه، "فهي مثل أمر الأبراج قد يقرأ على سبيل التسلية لا أكثر، لكن هناك من كان ومازال يبني يومه على ما هو مكتوب في البرج، فهذا لا يصح فهي خرافة مع أنها قد تصدق يومًا ما".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان