المفتي: لا ننكر دور "ابن تيمية" في الاجتهاد.. وأزمتنا في الوقوف أمام الأطروحات الفقهية دون النظر للزمان والواقع
كـتب- علي شبل:
تطرق الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى ما يعرف بمصطلح "الإسلام المصري"، قائلًا: إن الإنسان المصري له سمة خاصة، وكتب عنه "جمال حمدان" في كتابه "شخصية مصر"، فالمصري على دوام التاريخ لم نلحظ منه أي فروقات بين شخص وآخر رغم اختلاف المعتقد، ومن ثم فتجربة مصر فريدة ولا بد أن نعمقها ونتمسك بها أكثر.
جاء ذلك خلال اللقاء الأسبوعي لفضيلة المفتي مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "نظرة" المذاع على قناة صدى البلد، وحول كيفية اختراق فكر ابن تيمية للمجتمع المصري، أوضح فضيلة مفتي الجمهورية أن ابن تيمية له اجتهادات، ولكن فكره واجتهاداته لها سياق زمني ولا تصلح لأزمنة أخرى؛ لأنه يجب ربطها بواقعها، وأي شخص يأخذ عن فكره لا بد أن يربطه بواقعه وزمانه، ويحقق المصالح من وراء هذا المنهج، والدارسون لشخصية ابن تيمية يقولون هذا الأمر، ومن ثم الأخذ عنه بسلخ الأحكام الفقهية دون النظر إلى الزمان أمر خاطئ.
ولفت فضيلة المفتي إلى أننا في القرن الـ 21 نختلف تمامًا في نظام الأمن والعلاقات الدولية وغيرها، ومن ثم لا يجب تعميم وسحب الأحكام الفقهية على أي واقع أو زمان، وأزمتنا أننا نقف عند هذه الأطروحات التي طرحت دون أن ننظر إلى الزمان والواقع، وهما أمران أساسيان لتكييف الأحكام الفقهية.
وفي نفس السياق أشار فضيلة المفتي إلى أن نواتج فكر ابن تيمية، تم استغلالها من قِبل الجماعات الإرهابية ونزعها من سياقها التاريخي، مثل فكرة دار الإسلام ودار الحرب، حيث تحدث ابن تيمية عن الطائفة الممتنعة، ولكن الجماعات الإرهابية نظروا لها واستغلوها في وجود صراع حقيقي بين البشرية لمحاربة القضاة والشرطة على اعتبار امتناعهم عن تنفيذ أحكام الله على عكس الحقيقة.
وقال مفتي الجمهورية: "لا شك أن فكر ابن تيمية قد أثر بصورة سيئة على الأحكام التي أصدرها، والتي استغلت من قبل الجماعات الإرهابية، حيث وجدت فيه ملاذا وفقهًا يمكن أن ترتكن إليه، وهو على خلاف الفكر العام الذي يتبناه كل المسلمين، كما أن بعض أفكاره أسيء فهمها من قِبل مجموعات إرهابية استغلت الدين للوصول إلى أغراضها الخبيثة وليس فكر ابن تيمية فحسب".
فيديو قد يعجبك: