تعرف على سر تسمية يوم "عرفة" وفضله ومكانته
كتبت – آمال سامي:
تحدث الدكتور إبراهيم عبد المعطي، الباحث في العلوم اللغوية، عن مكانة جبل عرفات في الإسلام منوهًا أنه أحد أبرز الأماكن المقدسة عند المسلمين، فقد أكتسب هذه المكانة لأنه الركن الأعظم في الحج، فإذا أدى المسلم كافة شعائر الحج، لكنه لم يقف على جبل عرفات فلا يكون قد أدى الفريضة، ليذكر عبر فيديو نشره على قناته الرسمية على يوتيوب فضل يوم عرفة وأسمائه ولم سمي بهذا الأسم.
فضل يوم عرفة
يقول عبد المعطي إن هناك الكثير من الأحاديث التي تدل على فضل هذا اليوم، فقد روى سعيد بن المسيب، عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يُعتِق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟"، وأشار عبد المعطي إلى ذكر الله ليوم عرفة ووصفه له باعتباره "الحج الأكبر" في أقوال بعض العلماء حين فسروا قوله تعالى: "وَأَذَٰنٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلْأَكْبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِىٓءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ"، مضيفًا أن يوم عرفة هو اليوم الذي اكتملت فيه شرائع الإسلام، فقد نزل فيه قول الله عز وجل: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا".
"يوم عرفة هو أعظم الأيام عند الله عز وجل، فيه يستجيب سبحانه وتعالى لمن يتقربون إليه بالذكر والدعاء، ولذلك فإن هذا اليوم يحمل الكثير من الخير للمسلمين، إذ تفتح فيه أبواب السماء، ويستجاب للدعاء، فلا يرد الله عباده خائبين"، يقول عبد المعطي ذاكرًا حديث عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".
وأشار عبد المعطي إلى أن الله سبحانه وتعالى لم يحرم الله المسلمين الذين لم يستطيعوا الحج والوقوف على جبل عرفة من الأجر العظيم، إذ عوضهم على عدم قدرتهم على الحج بالصيام في هذا اليوم، ووعدهم بغفران ذنوب سنتين بصيام يوم واحد، هو يوم عرفة، فقد روى أبو قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده".
أسماء جبل عرفة وسر تسميته بـ عرفات
أشار عبد المعطي إبراهيم إلى أن لجبل عرفة عدة أسماء، منها: جبل عرفات، وجبل الرحمة، وجبل القرين، وجبل النابت، وجبل إلال، موضحًا أن هناك عدة روايات توضح أصل تسمية جبل عرفة بهذا الاسم، حيث ذكر ابن منظور في معجم "لسان العرب"، أنه سمي "عرفة"؛ لأن الناس يتعارفون به، "وهذا المعنى عام، فالناس يتعارفون ويعرف بعضهم بعضا على جبل عرفة، في موسم الحج الذي يأتي مرة كل عام".
أما الأصل الذي اشتق اسم "عرفة"، يقول عبد المعطي أنه يرجع إلى واحدة من واقعتين ذكرهما ابن منظور، فقد أشار إلى ما قيل من أن جبل عرفة سمي بهذا الاسم؛ لأن جبريل عليه السلام طاف بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وعرَّفه المشاهد، وكان يقول له: أعرفتَ؟ أعرفتَ؟، وكان إبراهيم عليه السلام يجيب: عرفتُ، عرفتُ.
وهناك رواية أخرى تشير إلى أن آدم عليه السلام كان قد افترق عن حواء عندما هبط من الجنة إلى الأرض، والتقيا على هذا الجبل، فعرفها وعرفته.
فيديو قد يعجبك: