لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

باحث لغوي يوضح سر تسمية "مزدلفة" بهذا الاسم وذكرها في القرآن

02:04 م الخميس 22 يوليه 2021

أرشيفية

كتبت – آمال سامي:

تحدث الدكتور إبراهيم عبد المعطي، الباحث في العلوم اللغوية، عن الأصل اللغوي لكلمة "المزدلفة"، وسبب تسميتها بهذا الاسم، ومزدلفة هي المكان الذي يبيت فيه الحجاج بعد الإفاضة من عرفات ويظلون فيه إلى ما قبل طلوع الشمس ومنه يجمعون الجمرات، وعبر فيديو نشره على قناته الرسمية على يوتيوب، ذكر عبد المعطي أن مزدلفة تقع بين مِنى وعرفات، ويحدها من الغرب وادي محسر، ومن الشرق جبلان وهما مأزِما عرفة.

وقد ورد ذكر المزدلفة في القرآن الكريم، وهي "المشعر الحرام"، المذكور في قوله تعالى: "فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ"، وذكر ابن كثير في تفسيره لهذه الآية سبب تسمية مزدلفة بالمشعر الحرام، وهو أنها تقع داخل الحرم، والمشعر من الشعائر، وهي المعالم، وقد سمي المشعر الحرام؛ لأنه يحرم فيه الصيد، وهو ما يحرم داخل جميع الحرم.

وللمزدلفة ثلاثة أسماء، أولها اسمها المعروف وهو "مزدلفة"، والآخر هو المشعر الحرام، أما الاسم الثالث فهو "جَمْع"، وقد ورد هذا الاسم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "نحرت ها هنا، ومنى كلها منحر، فانحروا في رحالكم. ووقفت ها هنا، وعرفة كلها موقِف. ووقفت ها هنا، وجَمْعٌ كلها موقِف".

المعنى اللغوي لكلمة مزدلفة

وأوضح الدكتور إبراهيم عبد المعطي أن كلمة "مزدلفة" مشتقة من المادة اللغوية "زَلَفَ"، وهذه المادة تعنى: القُربة، والدرجة، والمنزلة. ومن هذه المادة اشتقت كلمة "الزُّلْفَة"، ومعناها "القريب"، كما في قوله تعالى: "فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا"، والمعنى: لما رأوا العذاب قريبا، وقد ذكر معجم "تاج العروس" معنى آخر لكلمة "الزُّلْفَة"، وهو الزمن من أول الليل، سواء كان قليلا أو كثيرا، وجمع "الزُّلْفَة" هو "الزُّلَف"، وأشار المعجم إلى أنها تعنى "ساعات الليل الآخذة من النهار، وساعات النهار الآخذة من الليل"

وقال عبد المعطي إن كلمة "الزُّلَف" جاءت جمعًا في قوله تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ"، وذكر إن "الزُّلَف" تدل على المغرب والعشاء، وكذلك اشتق من مادة "زَلَف" كلمة "الزُّلْفَى" التي تدل على "التقريب الشديد"، كما في قوله تعالى: "وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ".

أما كلمة "المزدلفة" فقد اشتقت أيضًا من مادة "زَلَف"، وجاءت بصيغة اسم الفاعل، وأصلها من الفعل "ازدلف" على وزن "افتعل" وتحولت التاء إلى دال، كما في الفعل "ازدحم" من "زحم". و"ازدلف" معناه: اقترب أو تقدَّم، ومعنى "مزدلفة" ، حسبما يذكر عبد المعطي، قريب من معنى مادة "زلف"، إذأنها سميت بهذا الاسم؛ لأن الحجاج يتقربون فيها إلى الله تعالى، أو أنهم يقتربون من مِنى بعد الإفاضة من عرفة، أو لأن الحجاج يأتون إليها في زُلَفٍ من الليل؛ أي في وقت المغرب والعشاء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان