ذكرى وفود "نصارى نجران" على المدينة: سمح لهم الرسول ﷺ بالصلاة في مسجده
كتبت– آمال سامي:
في مثل هذا اليوم، العشرين من ذي الحجة، وفد نصارى نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة في العام الثامن من الهجرة والذي سمي بعام الوفود، وكان من بين أبرز الأحداث في هذا الوفد، سماح الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بالصلاة في مسجده رغم عدم إيمانهم به.
فحين دخل نصارى نجران إلى المدينة ليقابلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاتهم سمح لهم بالصلاة في مسجده صلى الله عليه وآله وسلم؛ رغم محاولة البعض منعهم، وكان من بين من روى تلك القصة ابن كثير في تفسيره للقرآن الكريم، إذ ذكر في "تفسير القرآن العظيم" قصة نصارى نجران وقدومهم إلى النبي ﷺ، فقال: قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسلم المدينة، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ مَسْجِدَهُ ﷺحِينَ صَلَّى الْعَصْرَ ﷺ، عَلَيْهِمْ ثياب الحبرات جُبَبٌ وأردية في جَمَالِ رِجَالِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: يقول مَنْ رَآهُمْ مِنَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: مَا رَأَيْنَا بَعْدَهَمْ وَفْدًا مِثْلَهُمْ، وَقَدْ حَانَتْ صَلَاتُهُمْ فَقَامُوا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُصَلُّونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم: "دَعُوهُمْ"، فَصَلَّوْا إِلَى الْمَشْرِقِ.
وروى ذلك أيضًا ابن القيم إذ قال: وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَنْزَلَ وَفْدَ نَصَارَى نَجْرَانَ فِي مَسْجِدِهِ ﷺ، وَحَانَتْ صَلَاتُهُمْ فَصَلوا فِيهِ، وَذَلِكَ عَامَ الْوُفُودِ، وقال أيضًا في "زاد المعاد في هدي خير العبادعن ابن اسحق: "وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَفْدُ نَصَارَى نَجْرَانَ بِالْمَدِينَةِ، فَحَدَّثَنِي محمد بن جعفر بن الزبير، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ دَخَلُوا عَلَيْهِ مَسْجِدَهُ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ، فَحَانَتْ صَلَاتُهُمْ، فَقَامُوا يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِهِ، فَأَرَادَ النَّاسُ مَنْعَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: (دَعُوهُمْ)، فَاسْتَقْبَلُوا الْمَشْرِقَ، فَصَلَّوْا صَلَاتَهُمْ".
وعلق مجدي عاشور، مستشار المفتي وأمين عام الفتوى، في إحدى حلقات برنامج"فناوى الناس" على هذا الحدث واستشهد به في إطار حديثه عن جواز بناء الكنائس في ظل الدولة الإسلامية، قائلًا إن النبي صلى الله عليه وسلم حين سمح لنصارى نجران بالصلاة في مسجده، لم يلفت لطبيعة صلاتهم، فهم أصحاب دين سماوي وأتباع سيدنا عيسى عليه السلام، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى أمر المسلمين بالبر والقسط مع الجميع فقال تعالى: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".
فيديو قد يعجبك: