إعلان

بعد ضبطه بالمطار.. كل ما تريد معرفته عن كتاب "استحضار ملوك الجن" وحكم اقتنائه

06:15 م الأحد 04 يوليو 2021

الدكتور عويضة عثمان

كتبت – آمال سامي:

استطاعت جمارك مطار القاهرة الدولي ضبط محاولة تهريب لكتاب أثري مخالف للقوانين الاستيراد والتصدير وحماية المخطوطات والجمارك، وهو كتاب "الجواهر اللامعة في استحضار ملوك الجن في الوقت والساعة"، وعلى الرغم من وجود عدة كتب مع هذا الكتاب إلا أنه كان الأبرز من بينها واحتل عنوانه تقارير الصحف التي تناقلت الخبر أمس الأول، وهو كتاب في علم الفلك الروحاني، يتناول أسرار السحر والجن وعالم الروح، وصاحب الكتاب هو الشيخ علي أبو حي الله المرزوقي، وذيله بـ "النتائج في قضاء الحوائج" للإمام عبد الحق بن سبعين.

يقول المرزوقي في كتابه الجواهر إن علم الأسرار والحروف الذي يطلع ممارسه على أسرار العوالم العلوية والسفلية ويشاهد الأرواح الروحانية هو من أرقى العلوم وأشرف المقاصد وأسماها، ويؤكد المرزوقي أن باستطاعة هذا العلم معالجة كثير من الأمراض الصعبة التي يعجز عنها الأطباء مثل الفالج والجذام، وأيضًا العشق والجنون، بل يصل إلى أنه ينقذ المظلومين من أيدي الجبابرة، و"جلب البعيد وإبعاد القريب، والجمع بين المتنافرين وإظهار الخفيات، وجلب المسرات، ودفع المضرات.."، وذكر المرزوقي أن كثير من العلماء والأئمة ألفوا في هذا العلم، فعد منهم أبو حامد الغزالي وأبو العباس البوني وثابت بن قرة وأبي بكر الخوارزمي وغيرهم، وللغزالي بالفعل كتاب شهير في السحر نسب إليه يسمى "رسالة في تنزيل الوفق المثلث".

وقال المرزوقي إن من فضل هذا العلم أنه يمكن ممارسه من الاطلاع على أسرار العوالم العلوية والسفلية، ويتمكن من مشاهدة الأرواح ومخاطبتها والاختلاط بها كواحد منها، "فيتصرف في جميع الأمور حسب المقدور"، ويرى المرزوقي أن الله سبحانه وتعالى وضع ذلك في الأسماء والآيات والحروف وألهمها عباده الصالحين، وأظهرها على أيديهم.

ومن بين الشروط التي عدها المرزوقي لممارسة هذا العلم هو "الكتمان"، فيقول إن على من يمارس هذا العلم أن يمارسه في موضع خال لا يراه فيه أحد ولا يقول لأحد ما فعله، ومن ضمن شروطه أيضًا الجزم وهو القطع بناتج العمل والمثابرة على الخدمة وعدم الملل والسآمة، ومنها التقوى، وأيضًا ألا يراجع الروحانية في أمر أرادوه منه أو اشاروا به عليه، لأنهم لا يقضون غرضًا أو أمرًا إلا إذا كان موافق للشرع، وكذلك ألا يستخدمه في الأشياء المحقرة أو الأمور الدنيئة، ويؤكد المرزوقي المعلومة السائدة حول استخدام اسم الشخص واسم أمه في هذه الامور فيقول: "تشخيص من تريد إيقاع المحبة والعداوة بينهما أو من تريد إزالة الأذى عنه أو إيقاع الضرر به بشكله ولونه وصورته وحاله من طول وقصر... وينوب عن هذا.. ذكر اسمه واسم أمه إن علمت، وإلا فحواء تنوب مناب اسم أمه".

وهكذا يمضي المرزوقي في ذكر تفاصيل الاستحضار والجلب وغيرها من الأمور التي يمكن تحقيقها بالسحر والاتصال بعالم الأرواح..

لكن ما حكم الشرع في قراءة مثل هذه الكتب وتداولها؟

"أوهام وخرافات"، "ليس من العلم في شيء".. هكذا يجيب أمناء الفتوى على الأسئلة المتعلقة بالسحر والشعوذات، فتشكو إحدى السائلات من أن مطالعة والدها لكتاب شمس المعارف كانت سببا في دمار حياتها، وتقول لأمين الفتوى إنها ذهبت إلى معالجين كثيرين بعد وفاته، فقالوا لها أن تضع المصاحف التي كان يعمل بها في ماء وملح ثم تحرقها، ليؤكد لها علماء الإفتاء فيما بعد أن ما فعلته محرم، فيقول الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء للسائلة، إن عليها أن تأخذ بالأسباب والبحث عن حلول المشكلات فإن لم تجد أي تفسير منطقي لما يحدث، فعليها أن تتعوذ بالرقى، كآية الكرسي والمعوذتين وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

ويحرص علماء الإفتاء والأزهر على التأكيد بعدم جدوى هذه الكتب والنصح بعدم الاطلاع عليها مطلقًا، فيقول الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الاطلاع على مثل هذه العوالم ليس من العلم في شيء، بل هي تصيب من يطالعها بحالة نفسية سيئة متأثرًا بما يقرأ، ناصحًا الجميع بعدم الاقتراب من هذه الكتب أو اقتناءها.



وكتاب "الجواهر اللامعة في استحضار ملوك الجن في الوقت والساعة" هو من الكتب المحرم تداولها في عدد من الدول ومنها مصر، فمنع طبع كتب السحر والشعوذة مثل كتاب "شمس المعارف" الشهير، لكنه يطبع في دول أخرى ويتم تهريبه كما حدث مؤخرا في واقعة مطار القاهرة الخاصة بكتاب الجواهر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان