بعد إعلان فتاة إسلامها تأثرًا بـ "محمد صلاح".. هل يُنتج "الإسلام" تأثرًا بالمشاهير إيمانًا سطحيًا؟
كتبت – آمال سامي:
أعلنت أمس "إيمي" الإنجليزية التي تنتمي لمدينة ليفربول إسلامها في أسوان، وشهد إشهارها للإسلام عبد العزيز الإدريسي أحد الأشراف الأدارسة، وكذلك الشيخ فتحي الممثل عن دار الإفتاء المصرية وغيرهم من رجال الدين وقيادات القرية حسبما نقلت وسائل الإعلام، وكانت إيمي قد أعلنت رغبتها في اعتناق الإسلام بعد ستة أشهر من البحث، وذكرت أنها كانت معجبة بأخلاقيات جيرانها المسلمين في ليفربول وخاصة اللاعب محمد صلاح ووصفته بأنه "أحد النماذج المؤثرة وقدوة يحتذى بها" ، ولم تكن إيمي الأولى، إذ سبقها العديد ممن أعلنوا إسلامهم بعد صعود نجم اللاعب المصري محمد صلاح، معتبرين أنه أثر فيهم بشكل مباشر وحول بعضهم من كارهين للإسلام إلى مؤمنين.
كان الشاب الإنجليزي "بين بيرد" أحد هؤلاء المتعصبين الكارهين للإسلام، إلا أنه أعلن إسلامه مؤكدًا أن محمد صلاح هو من ألهمه، فتأثر بشكل كبير بشخصيته وأخلاقه، وليس هو وحده، إذ غير صلاح نظرة كثيرين عن الدين الإسلامي الذي كان يرونه يدعو للتخلف والرجعية ويرون المسلمون لا يندمجون في المجتمعات..لكن هل يكون هذا الإسلام والتدين الناتج عن التأثر بالمشاهير أمرًا إيجابيًا للدعوة إلى الإسلام أم ينتج عنه "إيمان سطحي" لا عميق؟ توجه مصراوي بالسؤال للدكتور خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذي أجاب مؤكدا "لا يوجد أحد في الكون يمكنه معرفة درجة إيمان أحد من الناس".
يقول الجندي إن الله سبحانه وتعالى أكد أنه وحده يعرف مقدار الإيمان، إذ قال تعالى: " اللَّهَ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ"، فقد يسلم أحدهم بسبب موقف بسيط للغاية أو معاملة حسنة أو حديث مع سائق تاكسي أو بسبب منام أو آية قرأها في أحد الأماكن، أو تأثره بلاعب أو مطرب أو ممثل أو بعالم أو بسبب زواج أو معاملة تجارية، وأكد الجندي أنه لا يمكن قياس الإيمان على الإطلاق، موضحًا ان أسباب اعتناق البعض الإسلام قد تكون لأسباب أبسط من ذلك بكثير، فالهداية أسبابها متعددة وعجيبة ومتنوعة ولا يمكن الحكم عليها في سلة واحدة، فربما تكون آية أو لفظة هي السبب في إيمان أحدهم، وهو ما حدث مع الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ويحدث في عالمنا المعاصر بشكل قوي، فليس شرطًا أن يكون الإسلام على يد أحد العلماء أو المشايخ، فقال تعالى: " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ".
"ربما يكون عامل نظافة يؤدي عمله بإيمان يدعو إلى الإسلام أعظم مائة مرة من علماء المسلمين"، يقول الجندي إنه ربما يكون أي أحد مراقب من أحدهم من حيث لا يدري ولا يحتسب مراقبًا إيمانه ، وضرب الجندي مثالًا على ذلك ما حدث مع أحد زملاءه في لندن عندما خرج مبتعثًا للدعوة إلى الإسلام، وأراد سائق الباص اختباره باعطاءه بعض الأموال الزائدة عن حقه، فاعادها إليه، فقال السائق أنه كان يريد فقط اختباره لأنه يعلم أنه إمام المسجد الجديد، "فربما يكون هناك اختبار يتعرض له أحدهم يؤدي إلى الثقة في المنهج الذي ينتمي إليه أو في عدم الثقة في المنهج الذي ينتمي إليه لذا كلنا دعاة محمد صلاح داعية والفنانون دعاة والكتاب دعاة والعامل داعية والإنسان البسيط داعية والزوجة داعية لأطفالها..".
هل العكس صحيح؟.. هل يؤدي عدم التزام المشاهير بالدين إلى تأثير سلبي على الإسلام
"لا شك في ذلك" يقول الجندي متابعًا أن المشاهير بشكل عام دعاة إما بالإيجاب أو بالسلب إما للأخلاق أو عدمها، فتأثيرهم خطير وبالتالي فسلوك المشاهير ينعكس على الجماهير، فهم قدوة ومثل يقتدي به مئات الآلاف من الشباب.
"هات ألف شيخ من الأزهر يطلب من الشباب عدم التدخين وترك المخدرات ولاعب مثل محمد صلاح مثلًا في اعلان يدعو الشباب لنفس الشيء.. فبالتأكيد تأثير محمد صلاح أكبر"، وقال الجندي إن هؤلاء هم القوة الناعمة التي تستطيع أن تقنع الشباب باللغة التي يحبونها، فلا يدهش على الاطلاق الإسلام بسبب التأثر بالشخصيات العامة، ولذا يجب على المشاهير أن يحترسوا في تصرفاتهم لأنهم قدوة للناس والناس يقتدون بهم.
فيديو قد يعجبك: