لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ميلاد "العذراء" وبشرى "المسيح" في القرآن الكريم وحديث الرسول

08:50 م الإثنين 23 أغسطس 2021

القرآن الكريم

كتبت – آمال سامي:

تزامنًا مع احتفال الكنائس المصرية بعيد العذراء مريم، ينشر مصراوي قصة ميلادها وبداية البشارة كما وردت في القرآن الكريم، وكذلك كما روى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما وصل إلينا من أصحابه رضوان الله عليهم.

"وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ"

يروي لنا القرآن الكريم قصة بداية حياة السيدة العذراء مريم، في تتابع لطيف بداية من نذر أمها لحملها بأن يكون لله، فيقول الطبري أن ام مريم هي امرأة عمران وقيل أن اسمها حنة ابنة فاقوذ بن قتيل، وزوجها هو عمران بن ياشهم بن أمون، وهي من نسل داوود عليه السلام، فيذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن أباها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه، بينما كانت أمها من العابدات، وكان زكريا عليه السلام نبي زمانهم، وكذلك زوج خالة مريم "أشياع".

وقد نذرت "حنة" امرأة عمران ما في بطنها محررًا لعبادة الله عز وجل، أي حبسته في خدمته وخدمة بيت المقدس، وكان سبب ذلك أنها لم تكن تنجب حتى كبرت في السن، فدعت الله أنها إن حملت لتهب جنينها لخدمة بيت المقدس، يقول ابن كثير: "وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خدامًا من أولادهم"، فحاضت "حنة" وحملت فورًا، لكن توفى زوجها وهي حامل بمريم عليها السلام.

"فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" آل عمران – 36

لكنها جاءت أنثى، ومن المعروف وقتها أن الذكر أقوى في خدمة الكنيسة من الأنثى، فالمرأة لا يمكنها أن تفعل ذلك على وجه ما يفعله، وامرأة عمران كانت في البداية ترجو أن يهبها الله غلامًا.. وبعد ذلك دعت "حنة" لابنتها مريم بأن يعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم، فيقول الطبري: " فاستجاب الله لها، فأعاذها الله وذرّيتها من الشيطان الرجيم، فلم يجعل له عليها سبيلا".

ويروى قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إن كل بني آدم طعن الشيطان في جنبه إلا عيسى ابن مريم وأمه، جعل بينهما وبينه حجاب، فأصابت الطعنة الحجاب ولم ينفذ إليهما شيء، وقال أنه أنهما لم يكونا يصيبان الذنوب كما يفعلها باقي البشر، ويروى كذلك عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من مولود إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها ثم يقول أبو هريرة : واقرءوا إن شئتم : وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم

"فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" آل عمران - 37

تقبل الله سبحانه وتعالى من امرأة عمران نذرها، ورباها في بيئة حسنة ورزقها رزقًا مباركًا، وكفلها زكريا، فيشير القرآن ان اختيار زكريا لكفالة مريم في القرعة التي ضربها القوم كان اختيار الله سبحانه وتعالى لها، فجعله أولى بها منهم.

وكان رزق مريم عجيبًا، فيقول الطبري إنه كان يغلق على مريم سبعة أبواب ويخرج، ثم يدخل عليها فيجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، فكان يتعجب مما يرى، وكانت تخبره أنه من عند الله سبحانه وتعالى.

قصة ميلاد عيسى والبُشرى مريم

" إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" آل عمران – 45

بشرت الملائكة مريم بولادة عيسى عليه السلام، وهو ما أثار دهشتها وخوفها، فقالت: "رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ" فأخبرت انها معجزة من الله سبحانه وتعالى وأنها وابنها آية للناس وعبرة بأنه يخلق ما يشاء ويصنع ما يريد.

وفسر ابن كثير سبب اقتران قصة ولادة عيسى بقصة ولادة يحيى عليهما السلام في تفسيره لسورة مريم، فيقول ابن كثير إن قصة عيسى جاءت عقب ذكر قصة زكريا وأنه خلق منه رغم كبر سنه وعقم زوجته ولدًا "زكيا طاهرا مباركًا" وذلك لأن مريم أنجبت ولدها عيسى من غير أب فبين القصتين مناسبة ومشابهة فيدلان على عظمة الله وقدرته وأنه على ما يشاء قدير. ويذكر ابن كثير أن قصة ولادة مريم ونشأتها ذكرت في القرآن الكريم وأنها نذرتها لتخدم بيت المقدس وكانوا يتقربون بذلك إلى الله، ونشأت بين بني إسرائيل فكانت عابدة ناسكة مشهورة بالتعبد والتبتل وكانت في كفالة زوج أختها وقيل خالتها، زكريا، وهو نبي بني إسرائيل وعظيمهم، ورأى لها من الكرامات الكثير، وقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يوجد منها عبده ورسوله عيسى عليه السلام ، أحد أولي العزم من الرسل الخمسة العظام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان