إعلان

بعد تكرار التجاوزات الحوارية مؤخرًا...شيخ الأزهر السابق يرسي عشرة أسس لأدب الحوار في الإسلام

04:27 م الإثنين 30 أغسطس 2021

محمد سيد طنطاوي

كتبت -آمال سامي:

انتشرت مؤخرًا تجاوزات كثيرة حفظتها الكاميرات في الحوارات التي تجري على شاشات التلفزيون وبين المشاهير سواء على السوشيال ميديا أو غيرها، فوصفت بأنها تفتقد لأدب الحوار وأبجدياته، وهو ما يخالف ما دعت إليه الشرعية الإسلامية من أدب، إذ أن لأدب الحوار في الإسلام أسس وقواعد أرساها الفقهاء والعلماء.

قدم العديد من المؤلفين المعاصرين كتبًا وأبحاثًا في أدب الحوار في كتب تحمل ذات الأسم، ومن أبرز من ألفوا في ذلك الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر السابق رحمه الله، فكتب "أدب الحوار في الإسلام" وأسرد في كتابه أسس الحوار في الإسلام، ونماذج من المحاورات في القرآن الكريم وفي قصص الأنبياء وبين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه، وأيضًا الحوارات التي دارت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك ألف فيه الداعية السعودي "عائض القرني" كتيبًا صغيرًا بعنوان "أدب الحوار"، وأيضا كتاب "الحوار في القرآن الكريم والسنة النبوية" لـ ناصر سعيد سيف.

"شريعة الإسلام ساقت من المباديء السامية والآداب والهدايات الرفيعة ما ينظم هذه الخلافات والمحاورات والمناظرات التي تحدث بين الناس"، هكذا يؤكد الدكتور سيد طنطاوي في كتابه أصالة "أدب الحوار" في الإسلام، مشيرًا إلى عدة مباديء وآداب وضعتها الشريعة لضبط المجادلات والمناقشات بين الناس، وهي:

1. أن يكون الحوار بين المشاركين فيه قائم على الصدق وتحري الحقيقة بعيدًا عن الكذب والسفسطة والأوهام.

2. التزام الموضوعية، وهي تعني عدم الخروج عن الموضوع الذي هو محل النزاع أو الخلاف، فلا تخلط الأوراق وتتوه الحقيقة.

3. إبراز الدليل والبرهان والمنطق السليم الذي "يلقم المكابر أو المعاند حجرًا" فلا يجعله يستطيع أن يمضي في جداله.

4. أن يكون هدف كل طرف من اطراف الخلاف إظهار الحق والصواب، حتى ولو ظهر الحق على يد الطرف المخالف.

5. التواضع وتجنب الغرور والتزام الأسلوب المهذب الخالي من كل ما لا يليق.

6. افساح المجال أمام المناقش أو المعارض كي يعبر عن وجهة نظره دون مصادرة لقوله أو إساءة لشخصه.

7. احترام رأي العقلاء الذين ينطقون بالكلمة الطيبة وبالحجة المقنعة، ويسلكون السلوك الحميد في أعمالهم، فاحترام رأي المخلصين حتى وإن خالفونا الرأي من آداب الإسلام، وذلك لأن مخالفتهم من أجل الوصول للحقيقة لا عن سوء نية أو خبث أو مصلحة شخصية.

8. عدم التعميم في الأحكام والاحتراس في الأقوال، وأيضًا تحديد المسائل والقضايا بشكل دقيق بحيث توضع الألفاظ في مواضعها السليمة، فيقول طنطاوي "ما من أمة يفشو فيها التعميم في الأحكام بلا بينة، ويكثر فيها عدد السفهاء الذين إذا ناقشوا أو حاوروا غيرهم في مسألة من المسائل أو قضية من القضايا سلكوا في محاوراتهم طريق الكذب، وإلقاء القول على عواهن دون دليل أو برهان".

9. تحديد المفاهيم وضبط الأحكام، فالفهم الصحيح للأمور يؤدي إلى الحكم الصحيح عليها، ونوه طنطاوي أن معظم الأحكام الخاطئة مرجعها للفهم السقيم أو الخلط بين الألفاظ والمعاني.

10. الصراحة والمكاشفة بإخلاص وموضوعية وإبراز الحقائق مع أدلتها المقنعة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان