"حرب التلقيح" سلوك جديد يغزو منصات التواصل الاجتماعي حتى بين المشاهير..وهذا رأي الشرع
كتبت – آمال سامي:
"حرب التلقيح" هكذا اسمتها وسائل الإعلام، سلوك جديد ومتكرر يغزو منصات التواصل الاجتماعي، حتى بين المشاهير ونجوم المجتمع، مشاجرة، أو خلاف، أو طلاق، أو فسخ تعاقد، يؤدي إلى سيل لا ينتهي من العداوات التي تنعكس مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي في منشورات أو صور أو فيديوهات، تحمل إيحاء موجهًا إلى الخصم، بالإهانة أو التجريح أو الإشارة إلى الإساءات السابقة ونحوها...ومع تكرار هذا السلوك توجه مصراوي بالسؤال إلى أساتذة الأزهر لتأصيل مثل هذه التصرفات شرعيًا ومعرفة حكمها..
يقول الدكتور محمد خليفة البدري، مدرس أصول الفقه بجامعة الازهر، أن التلقيح بالكلام في المعنى الشرعي يسمى التلقيح بالتعريض بالسب أو القذف، فعندما يتناول إنسان أخاه بالسب أو القذف فإما أن يسبه صراحة مثل: يا زان، أو كناية مثل: فلانة لا تردُّ يدَ لامس ، أو تعريضاً مثل أن يقول: لست زانيا بالعامية يقول أنا مش زاني يريد أن يقول ليس صريحا :" أنت زان " وكما جاء في المثل إياك أعني.
ويقول البدري أن رجلين قد استبا في زمان عمر فقال أحدهما: ما أبي بزان ولا أمي بزانية فاستشار في ذلك عمر بن الخطاب فقال قائل: مدح أباه وأمه- يعني يثبت براءة أبيه وأمه من جريمة الزنا - وقال آخرون: قد كان لأبيه وأُمِّه مدحٌ غيرُ هذا. نرى أن تجلده الحد ثمانين كما جاء في موطأ الإمام مالك باب الحد في التعريض، وقال البدري أن من الفقهاء من قال: يحد في التعريض بالقذف.
وأشار البدري إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق "، وقال البدري أن التعريض بالسب أو القذف يستوي فيه القول المنقول من خلال الفيديوهات أو غيرها والكتابة على صفحات التواصل أو غيرها متى حدث التثبت أن هذا القول له.
"والتعريض بالكلام عندما يريد أن يغتال شخصا اغتيالا معنويا ولا يستطيع الآخر أن يأخذ حقه قضائيا"، وقال البدري أنه من المعلوم أن صفة التلقيح بالكلام من صفات الضعفاء عندما لا يستطيع المواجهة والتلقيح بالكلام، وأضاف البدري: "ليس من صفات الرجال فمن العجيب أن يستخدم هذا الأسلوب رجل".
آمنة نصير: التلقيح قلة أخلاق
"للأسف الشعب المصري استخدم السوشيال ميديا في أسوأ أنواع السلوك والأخلاقيات"، قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، مؤكدة أن المصريين لم يستخدموا السوشيال ميديا في الجانب الإيجابي بل استخدموه في الجانب المنحدر الذي لا يليق بشعب له تاريخ ودين وموروث ثقافي، فكان أولى بهم أن ينتفعوا بهذا الاختراع بدلًا من أن يوظفوه في كل ما هو متدني، وهو من قبيل قلة الأخلاق حسب تعبيرها، وأضافت النصير، أن الشرع يحرم فكرة "التلقيح بالكلام" إذ قال تعالى: " وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ "، فالتنابز بالألقاب وبالكلمات غير القويمة أمر يحرمه الشرع.
فيديو قد يعجبك: