"حسد العبادات".. عميد أصول الدين السابق: يمكن أن يُحسد المرء على عبادته.. وهكذا يتجنب الحسد
كتبت – آمال سامي:
"متحكيش لحد قيامك الليل كم ركعة.. متحكيش لحد عن قراءتك للقرآن.. متحكيش لحد بتحفظ ورد قد أيه يوميًا.. متحكيش لحد عن عبادات يومك.. لأنه صدقني مش هتعملها تاني".. هكذا تداول بعض مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي هذه الرسالة وتفاوتت حولها ردود الأفعال، بين من يصدق بالفعل أن هناك حسدا على العبادات، ومن لا يرى ذلك منطقيًا أو واقعًا.. فهل حقًا من الممكن أن يُحسد المسلم على عبادته؟
"الأصل في عبادات المرء أن تكون مبنية على الستر إذا كانت من النوافل، وخاصة قيام الليل" يجيب لمصراوي الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين السابق بجامعة الأزهر بأسيوط، موضحًا أن الأصل أن يستر على نفسه ولا يجاهر بالعمل حتى لا يدخل في عداد المتكبرين، وهو ما كان يفعله السلف الصالح، ولكن، يشير مرزوق إلى أن هناك عبادات لابد فيها من الجهر، كصلاة الجمعة وصلاة الجماعة وحج بيت الله الحرام وزكاة المال وما إلى ذلك من الأعمال، ولذلك أثنى الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة على الذين يقومون بالعمل سرًا وعلانية، وقد ورد هذا المعنى في كثير من آيات القرآن الكريم.
"الفرائض مبناها على الظهور والإظهار حتى يشجع غيره، أما النوافل فالأفضل فيها أن يستر الإنسان على نفسه" يؤكد مرزوق، ولكن في الوقت نفسه يقول أنه في حالة أراد المسلم أن يجهر ببعض النوافل حتى يقتدي به آخرون فلا حرج في ذلك لأن الأمر مبني على النية والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى".
أما الخوف من الحسد على ما يقوم به الإنسان من عبادات أو أمور فهو أمر قد يحدث، يؤكد عميد أصول الدين السابق، وذلك لأن بعض الناس يحسدون الآخرين على كل شيء يقومون به سواء من عبادات أو معاملات أو غيرها، "إذا خاف الإنسان من حسد الحاسدين فيستر على نفسه، فهو أفضل في مسألة النوافل وله فائدة البعد عن الرياء وكذلك أن يحسده إنسان ما على ما يقوم به من عمل".
فيديو قد يعجبك: