لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد استعانة "ناسا" بعلماء دين للتواصل مع "الفضائيين".. "الرازي" تحدث عن عوالم أخرى منذ 800 سنة

05:53 م الأحد 02 يناير 2022

كواكب المجموعة الشمسية

كتبت – آمال سامي:

تداولت مواقع الأخبار مؤخرًا أنباء عن استعانة وكالة الفضاء الأمريكية ناسا برجال دين بغرض "إعداد البشرية لاحتمالية التواصل مع الفضائيين"، واحتمالية اكتشاف عوالم أخرى، ومن بين من استعانت بهم أندرو دافيسون، باحث ديني بجامعة كامبريدج لتقييم كيفية تعامل الأديان مع فكرة وجود حياة حقيقية خارج كوكب الأرض، ليعرض موقع نيويورك بوست الخبر مفترضًا أن الهدف من إدخال رجال الدين في الأمر هو الاجابة على سؤال "بين السماء والأرض.. إلى أيهم ينتمي الفضائيون؟".

فكرة العوالم المتعددة واحتمالية التواصل معها لم تكن فقط مجرد فكرة تطرح في أفلام الخيال العلمي، إذ كان صاحب السبق فيها العالم المسلم "فخر الدين الرازي" الذي عاش بين عامي (544هـ/1149م. – 606 هـ/1210م.) إذ أنكر الرازي أن يكون العالم هو مجرد ما يحيا فيه البشر، بل طرح ايضًا فكرة وجود عوالم موازية.

ففي تفسيره "مفاتيح الغيب" قال الرازي في عرضه لسورة الفاتحة، وقوله تعالى: "رب العالمين"، أن العالمين هي عبارة عن كل موجود سوى الله، وهي ثلاثة أقسام: المتحيزات والمفارقات والصفات، وأوضح أن المتحيزات هي بسائط أو مركبات، والبسائط هي الأفلاك والكواكب والأمهات، أما المركزبات فهي المواليد الثلاثة، وقال الرازي أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يخلق ألف ألف عالم خارج العالم، بحيث يكون كل واحد من هذه العوالم أعظم وأجسم من هذا العالم.

ويتابع الرازي مبرهنًا على صحة فكرته بالأدلة العلمية أيضًا أن الإنسان لو نظر إلى عجائب المعادن المتولدة في أرحام الجبال من الفلزات والأحجار، وكذلك عجائب أحوال عالم النباتات والحشرات والطيور، لفنى عمره قبل أن يدركها ولا ينتهي لأغوارها، مصادقًا لقوله تعالى: " وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".

وكما في فيلم الخيال العلمي الأمريكي The one الصادر عام 2001، الذي تناول فكرة الأكوان المتعددة والسفر متعدد الأبعاد، يذهب الرازي إلى ما هو أبعد من وجود أكوان أخرى، إلى القول بإمكانية وجود أكوان متماثلة، فيقول أن الله سبحانه وتعالى قد يحدث في كل واحد منها مثل ما حدث في هذا العالم من العرش والكرسي والسموات والشمس والقمر.

ويمضي الرازي مثبتًا نفس الفكرة في كتابه "المطالب العلية من العلم الإلهي"، مؤكدًا أن دلائل الفلاسفة في إثبات أن العالم واحد دلائل ضعيفة ركيكة، فلم يثبت بالدليل أن العالم واحد، بل ثبت أنه لا يمتنع وجود عوالم غير هذا العالم، ويقول الرازي: "وبتقدير ثبوتها فيحصل هناك من زمر الأرواح المقدس ما لا يعلمها إلا الله تعالى ولا يعلمها البشر البتة".

ويقول أيضًا إنه لا يمتنع عقلًا وجود فلك عظيم، وبه ألف ألف كرة وهو ما يقتضي كثرة النفوس والعقول أيضًا، يقول الرازي أنه لا يدل أي دليل خيالي فضلًا عن دليل يقيني على أن العالم واحد، فبتقدر أن العوالم كثيرة وجب أن تكون العقول والنفوس كثيرة.

وعلى أن فخر الدين الرازي هو فقيه شافعي أشعري وأحد أبرز وأشهر المفسرين والعلماء عند أهل السنة، فإن محمد الباقر (676هـ - 733 هـ)، أحد أئمة الشيعة، يتفق مع الرازي في تلك الأفكار، فيقول: "لعلك ترى أنّ الله إنما خلق هذا العالم الواحد، وترى أن الله لم يخلق بشراً غيركم، بلى والله لقد خلق الله ألف ألف عالم، وألف ألف آدم، أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان