"عندك جن ساكن في الرحم".. أزهري يعلق على واقعة دجال فيصل: هذا رأي الشرع
كتب- محمد قادوس:
"عندك جن ساكن الرحم، وهتتحاسبي على معاشرته ليكي" بهذه العبارة أقنع دجال منطقة فيصل ضحاياه من السيدات بزعم قدرته على علاجهن من مس الجن وأن معاشرته لهن ستشفيهن وتخرج الجن من أرحامهن.. وذلك قبل وقوعه في قبضة الشرطة.
الواقعة السابقة استدعت اسلاميات مصراوي إلى طرح السؤال: هل الجن ممكن يسكن رحم المرأة أو جزء محدد في الإنسان.. وما رأي الشرع في هذا الأمر؟.. على الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس في جامعة الأزهر.
في رده، قال الأزهري: لا بد علينا أن نقر أن هناك القرين؛ والقرين هو الذي يلازم الإنسان في كل أفعاله، وقد يصرفه عن الخير، أي يمنعه عن الخير، ويسوّل له الشر، مستشهدا في ذلك بقول الله-تعالى-في سورة الزخرف "وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ".
وفي الحديث الصحيح الذي ورد عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكِّل به قرينُه من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلمُ، فلا يأمرني إلا بالخير) رواه الإمام مسلم.
وفي هذا الحديث: إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان".
وأضاف عضو هيئة التدريس بالأزهر أنه مما يدل على دخول الجني جسد الإنسي جملة من الأحاديث نذكر منها:
ما رواه سيدنا عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ابن أبي العاص؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال ما جاء بك، قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي، قال: ذاك الشيطان، ادنه، فدنوت منه فجلست على صدور قدمي، قال: فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال: اخرج عدو الله، ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال: الحق بعملك، فقال عثمان: فلعمري ما أحسبه خالطني بعد.
رواه ابن ماجه، وقال البوصيري: إسناده صحيح، رجاله ثقات، ورواه الحاكم في المستدرك.
وكان سيدنا النبي صلىٰ الله عليه وسلم يقرأ علىٰ المصروعين بالرقية فيقول: "اخرج عدو الله، أنا رسول الله". كما في مسند الإمام أحمد، وفي مجمع الزوائد للهيثمي ورجاله رجال الصحيح.
هل الجن يستطيع إفساد الحمل مثلًا؟
وأجاب الأزهري قائلًا: لا يستطيع الجني إفساد الحمل من تلقاء نفسه، مستشهدا في ذلك بقول الله-تعالى- في سورة البقرة،" وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ".. والمعنى: "إلا بقضاء الله".
وأوضح أنه يستفاد من هذا كله أن الجن لهم المقدرة على التلبس بجسد الإنسي، لكنهم لا يستطيبون فعل أي شيء إلا إذا قضى به الله.
وطرق خروج الجني سهلة يسيرة دون الذهاب للدجاجلة، الذين يُسخرون الجن لخدمتهم مقابل خروجهم من دين الله.
وأوضح الأزهري أنه من ذهب لدجال أو كاهن فقد حبطت صلاته أربعين يومًا، مستشهدا بحديث روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج سيدنا النبي ﷺ عن سيدنا النبي ﷺ قال: من أتى عرافًا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يومًا.
وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ رواه أبو داود.
وأكد الأزهري أن دجال فيصل لا بد أن يعاقب بالإعدام شنقًا جراء ما كسب، والسيدات اللواتي ذهبن إليه لا بد من محاكمتهن بسبب الذهاب إليه، ورضوخهن له.
فيديو قد يعجبك: