رحيل الشيخ "اللحيدان" عضو كبار العلماء بالسعودية وقصة فتواه بقتل أصحاب "الفضائيات"
كتبت – آمال سامي:
في صباح اليوم الأربعاء، توفي الشيخ صالح محمد اللحيدان بعد معاناة مع المرض، وهو إمام وخطيب وداعية سعودي، وهو أحد أعضاء هيئة كبار العلماء السعودية منذ إنشائها عام 1971م، وعضو رابطة العالم الإسلامي، وله دروس في المسجد الحرام، وقد شغل منصب رئيس المجلس الأعلى للقضاء السعودي حتى عام 2009م والذي يبدو أنه قد عزل عنه بعد فتواه المثيرة للجدل؛ إذ أجرى الملك عبد الله بن عبد العزيز تعديلًا وزاريًا في بداية عام 2009 في سياق عملية إصلاحات وصفها الإعلام حينها بـ "الحذرة"، وكان من بين المعزولين حينها الشيخ اللحيدان.
فتوى "اللحيدان" بقتل ملاك الفضائيات
في سبتمبر 2008 أثارت فتوى الشيخ صالح اللحيدان، الذي شغل منصب رئاسة مجلس القضاء الاعلى في السعودية وقتها، عن جواز قتل ملاك الفضائيات العربية، الرأي العام العربي والغربي على حد سواء، إذ علقت على الفتوى أكثر من ثلاثمائة وسيلة إعلامية حينها.
إذ بثت إذاعة القرآن الكريم السعودية إجابة الشيخ اللحيدان على أجوبة المستمعين في برنامج "نور الدرب" وقال في نص فتواه: " إن من يدعون إلى الفتن إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل جاز قتلهم قضاءً"، وقال اللحيدان إن الأمر خطير، لأن الله سبحانه وتعالى قال إن الإنسان يقتل بالنفس أو بالفساد في الأرض وافساد العقائد والأخلاق والدعوة، مؤكدًا أن هذا نوع من أنواع الفساد العريض في الأرض الذي يحل قتل صاحبه.
شاهد الفتوى كاملة:
وقد أثارت الفتوى هجومًا واسعًا على الشيخ، إذ احتج الكتاب السعوديون على هذه الفتوى باعتبارها مسيئة لسمعة السعودية والقضاء السعودي وتناقض جهود خادم الحرمين الشريفين في الإصلاح وتدعم الغلو والتطرف، وكذلك رفضها عدد من علماء السعودية على رأسهم الشيخ عبد المحسن العبيكان محذرًا من تداعياتها السلبية على الدولة والقضاء السعودي ودعا العلماء إلى وقفة عاجلة لتدارك الأمر وبيان خطأ استدلال الشيخ بآية الحرابة في قتل ملاك الفضائيات.
وكذلك رفضها الشيخ عائض القرني قائلًا إنها ليست رأي نبي، مؤكدًا أنه يحسن الظن باللحيدان وبعلمه وفضله ولكن ينتظر منه التوضح ليتثبت من الأمر، واستشهد كذلك برفض كبار علماء السعودية للفتوى مثل الشيخ صالح الفوزان وغيره.
اللحيدان يوضح "فتواه" في لقاء تلفزيوني
وقد رد اللحيدان فيما بعد موضحًا موقفه من هذه الفتوى بعد انتشارها وإثارتها للجدل عبر لقاء أجراه معه التلفزيون السعودي، مؤكدًا أن الكلام لم ينقل عنه نصًا، بل اجتزئ من سياقه، إذ أكد اللحيدان أنه بدأ فتواه بالنصح لأصحاب القنوات بأن يتقوا الله ويخافوا وألا يسعوا لبث شيء مما يفسد عقائد الناس، كما يتعلق بالسحر وأنواعه وتمثيليات فيها شركيات ظاهرة، وما يتعلق بنشر الخلاعة والمجون وما لا يليق برمضان، وكذلك الاستهزاء برجال العلم والدين وغيرها مما لا يليق ببثه على الهواء، فنصحهم بأن يتقوا الله ولا يسعوا لإفساد الناس، وقال اللحيدان: " وأن هؤلاء المسؤولين والباثين إذا لم يمتنعوا ومنعتهم السلطة ولم يمتنعوا وعادوا في ذلك أنهم يعاقبون ومن لم يردعه العقاب واستمر على إفساد الناس فيما يبث أنه يجوز للسلطة قتلهم قضاء، ومعلوم أن القاضي لا يخرج بسيفه ويقتل من يقتل وإنما تقام الدعوى من الجهات المخصصة للإدعاء لهيئة الإدعاء العام و يسمع القاضي ويصدر أحكامه إذا ظهر له أن المدعى عليه ممن يستحقون العقوبة القاسية ثم يرفع هذا للجهات المختصة في تدقيق الأحكام ثم يرفع بعد ذلك للجهة التي هي أعلى منها فإن مراحل القضاء في المملكة ليست درجة واحدة".
فيديو قد يعجبك: