بعد واقعة انتحار "بسنت" أبرز ردود الأزهر والإفتاء وتأكيد حرمة "الفبركة" والابتزاز الإلكتروني
كتبت- آمال سامي:
أثار انتحار الطالبة بسنت بالحبة القاتلة بسبب فبركة صور لها داخل قريتها بالغربية ردود أفعال كبيرة من علماء الأزهر والإفتاء، وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى أول من علق قائلًا أن تهام الناس بالباطل، والاحتيال في نسبة الزور إليهم بالافتراء والبهتان، جريمة لا إنسانية خبيثة، قرنها الله -في النهي عنها- بعبادة الأصنام.
الأزهر للفتوى: جريمة خبيثة وإفك بغيض
بعد الواقعة أول من علق هو مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الإلكتروني الذي حذر من اتهام الناس بالباطل، والاحتيال في نسبة الزور إليهم بالافتراء والبهتان، مؤكدا أنه جريمة لا إنسانية خبيثة، قرنها الله تعالى- في النهي عنها- بعبادة الأصنام؛ وأضاف الأزهر للفتوى، في بيان عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن ابتزاز الناس بالاتهامات المُنتحَلة من خلال الصور المُزيّفة باستخدام البرامج الحديثة أو غيرها من الطرق التي يمكن بها الطعن في أعراض الناس وشرفهم؛ إنما هو إفك بغيض وإيذاء بالغ وبهتان مُحرَّم، حذَّر منه المولى سبحانه، ومن مغبة ارتكابه، والخوض فيه.
وحذر المركز من آثار هذه الجريمة النكراء على الأفراد والمجتمعات، في الواقع الحقيقي والافتراضي، ولتحقيق غايات الإسلام العليا في حفظ النظام العام، ومنظومة القيم والأخلاق؛ توعَّد الله تعالى فاعل هذه الجريمة بالعذاب في الدنيا والآخرة، وحَرَمَه من رحمته سُبحانه؛ وأكد الأزهر للفتوى أنه لا ينبغي أن يكون الإنسان مُتجاوزًا لحدود الله سبحانه، خائضًا في أعراض الناس؛ إذ هو بذلك يهون في عيون الخلق، ويسوء مآله عند الخالق سبحانه.
الإفتاء: إثم عظيم
ونشرت دار الإفتاء المصرية في منشور رسمي عبر صفحتها الرسمية فتوى تجرم الابتزاز الإلكتروني مؤكدة أنه جرم يتم ارتكابه عن طريق التهديد والإكراه، وهو معصية إثمها كبير تصل لكونها كبيرة من الكبائر.
وذكرت دار الإفتاء المصرية أن الشريعة جاءت بحفظ الضرورات الخمس: (الدين والنفس والعرض والعقل والمال)، مشددة على أن الابتزاز والمعاونة عليه هو محض اعتداء على هذه الضرورات، والله تعالى يقول: {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} (المائدة:٨٧) وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لمسلم أن يروِّع مسلمًا".
وأشارت إلى أن في الابتزاز ترويع للغير فكان ظلمًا للنفس والغير، فالظلم جريمة حرَّمها المولى سبحانه على نفسه، فقال تعالى: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا" (رواه الإمام مسلم)، وأكدت أن الشخص الذي يبتز غيره ومن يعاونه عليه ظالمان مرتكبان كبيرةً، ويجب على من وقع عليه الابتزاز أن يقاومه فلا يقع فريسة لمن يبتزه.
حملة "البحوث افسلامية"
وكذلك أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالازهر الشريف حملة توعوية شاملة بعنوان: "وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم" للتحذير من خطورة الخوض في الأعراض، وذكر المجمع في بيانه أن الحملة جاءت نتيجة لتوجيهات الإمام الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بضرورة تكثيف حملات التوعية المباشرة للواعظات والوعاظ بما ينعكس إيجابًا على تحقيق السلم الاجتماعي والترابط الأسري ونشر القيم، والتخذير من السلوكيات الخاطئة التي تهدد أمن المجتمع واستقراره، وكذلك حماية أعراض الناس وسمعتهم والحفاظ على كرامتهم.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، نظير عياد، أن الحملة تستهدف معالجة هذه السلوكيات وحماية المجتمع منها وتحصين المجتمع من الاتهامات الباطلة، وكذلك التركيز على التحذيرات الإلهية من الأفعال المصاحبة لجريمة الخوض في الأعراض مثل سوء الظن والتجسس، والغيبة والنميمة، إذ اعتبرها أنها من اخطر الأسلحة التي تدمر الأفراد والمجتمعات.
تعلق مبروك عطية
ونشر الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، فيديو على قناته الرسمية على يوتيوب مستنكرًا ما حدث مع "بسنت" قائلًا أن هذه ثاني حالة تحدث بعدما نشر لطبيبة محترمة أحد المجرمين كلامًا لا يليق عنها، وكانت قد ماتت كمدًا وتركت أطفالًا ولحقت بهذا بسنت كذلك، وقال عطية أن المفترض أن المسلمين لا يعرفون الفبركة لأنها تزوير وهم منهيون شرعًا عن شهادة الزور وفعل الزور وأي فعل يغضب الله. وقال أستاذ الشريعة: "إنا لله وإنا إليه راجعون، في أخلاق الناس، اللي تغلب به تلعب به، هل هذا يكون؟"، ونصح عطية المسلمين تعلم الدين الصحيح لأنه ليس كلام فقط ولكنه سلوك وفيه مبدأ لا ضرر ولا ضرار، مؤكدًا أن المسلم لا يهدد ولا يروع أحدًا، قائلًا أن بسنت أختارت الموت: "ولو كانت قدامنا كنا قولنا لها متخافيش من الصور ولا من أي شيء ولكن فات زمان النصيحة".
اقرأ أيضا:
بالفيديو| مبروك عطية يعلق على انتحار بسنت: "لو قدامي كنت قولتلها ماتخافيش"
بعد انتحار فتاة الغربية.. الأزهر للفتوى: ابتزاز الناس بالصور المزيفة والبرامج الحديثة "جريمة خبيثة"
فيديو قد يعجبك: